Site icon IMLebanon

ماذا لو فتح عون باب جهنم على… الحريري؟!

 

لم يأبه رئيس النظام السوري بشار الأسد لمصير السوريين، فمقابل الكرسي كان كل شيء ممكناً، قتل وتعذيب وحرب ودمار وطائفية وإرهاب. انتهت سوريا القوية. وصف موضوعي يقضّ مضاجع كل الشعوب التي تعاني من رئيس لا يتورع عن إحراق البلد ليشعل سيجارة ويحافظ على كرسي كاد يفقده، ليقفز على البال نموذج الرئاسة اللبنانية الأخير، الذي “يحكمه” جنرال لم يوفر حرباً الا وخاضها في هذا السبيل من أجل مصالحه الذاتية والعائلية الضيقة. المفارقة بين النموذجين أن هناك رئيساً مكلّفاً، في لبنان، أحدث خرقاً مشهوداً في جدار الرئيس ميشال عون وصهره، ويقف بالمرصاد لمحاولة تغيير وجه لبنان.

 

سنة بالتمام والكمال ابتعد فيها الحريري عن ادارة السلطة، بعد استقالة سريعة لبّت مطالب ثورة “17 تشرين”. سنة كانت فيها الإمرة لحكومة “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” المتمثل برئيس للجمهورية في قصر بعبدا، فكانت النتيجة، انهياراً كاملاً وانفجاراً في المرفأ وبلاداً تم وضعها على طريق “جهنم”.

 

دخل الحريري بعبدا في 22 تشرين الأول رئيس حكومة مستقيلاً، وخرج من القصر رئيساً مكلفاً لحكومة أرادها أن تنسجم مع متطلبات المرحلة محلياً وخارجياً وتلبي مطالب اللبنانيين، صيغتها “حكومة صغيرة من اختصاصيين غير حزبيين”، مهمتها تنحصر بأمرين: وقف الانهيار واعادة إعمار بيروت ومرفئها. مدتها 6 أشهر وعمودها الفقري الاصلاحات التي أدرجتها المبادرة الفرنسية.

 

جاء ذلك، بعد فشل “رئيس الظل” النائب جبران باسيل في اسقاط تكليف الحريري، وسقطت حججه معه: بدعة الميثاقية، والمطالبة برئيس مستقل، حتى خطاب “ساكن بعبدا” لم ينجح في اقناع النواب بعدم تسمية الحريري.

 

مرّ التكليف من دون أن يخطف باسيل لقاء مع الحريري، فتمت في هذه المرحلة إعادته إلى حجمه السياسي الطبيعي: رئيس كتلة نيابية، في مرحلة يعيش فيها باسيل عزلة عربية ودولية تشبه حال لبنان وخشية من عقوبات أميركية على الطريق. وفي التأليف، أكمل محاولته في فرض حكومة “تكنو – سياسية” تخوله العودة إلى الجنة الوزارية، ففشل مع اصرار الحريري على حكومة “اختصاصيين من دون حزبيين” يتم اختيار وزرائها بناء على الكفاءة، وتوزّع الحقائب فيها بناء على المناصفة والتنوع المذهبي. فانتقل باسيل إلى مرحلة الانتظار عند بوابة بعبدا لخروج الحريري، ليدخل بـ”حقيبة العقد” المحاصصاتية والطائفية، وجوائز ترضية لنائب أو اثنين بالكاد يمكن وصفهما بـ”الحلفاء”، متسلحاً بتوقيع رئيس الجمهورية… فكيف يمكن للرئيس المكلّف أن يواجه؟

 

إصرار عون على تحويل كرسي رئاسة الجمهورية إلى “سلاح كيدي” للضغط على الرئيس الحريري، سيدفع الأخير إلى استخدام “سلاحه الدستوري” بزيارة بعبدا وتقديم تشكيلة حكومية، تلك التي يراها مناسبة للمرحلة، من وزراء اختصاصيين غير تابعين لأي فريق سياسي… وسيكون حينها عون أمام خيارين: إما التوقيع عليها لانتقالها إلى امتحان الثقة في مجلس النواب، أو رفضها وفتح بوابات “جهنم” للبلاد.

 

السؤال: إذا اعتمد عون الخيار الثاني، كيف سيكون رد فعل الحريري؟

 

الحقيقة أن الجواب يتطلب العودة إلى المقابلة التلفزيونية الأخيرة التي قال فيها الحريري: “سأترك الحياة السياسية”!

 

وللحديث عن ارتدادات “رد الفعل هذا” مقالة اخرى…