أنصار النائب أسامة سعد أثناء قطعهم الطرق في صيدا بالإطارات المشتعلة
تجاوزت صيدا قطوعاً سياسياً – أمنياً، على خلفية اشكال وقع بين الأمين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصري” النائب اسامة سعد وقوى الامن الداخلي، خلال حفل تدشين مبنى جديد لقوى الامن في صيدا برعاية وزيرة الداخلية ريا الحسن، سرعان ما تطور الى اقفال الشوارع الرئيسية في المدينة بالإطارات المشتعلة من أنصار سعد احتجاجاً، ما أحدث بلبلة شعبية.
وتضاربت الروايات حول ما جرى، إذ اشار سعد إلى أن عناصر قوى الامن الداخلي منعوا سيارته من الوصول الى مكان الاحتفال رغم التعريف عن نفسه، وعندما اعترض مرافقوه، قام عناصر أحد الاجهزة الامنية بتصويرهم، بينما أكدت قوى الامن الداخلي أنها لم تمنع أي شخص من دخول الاحتفال ولا سيما النائب سعد الذي كان محل ترحيب، وان أحد انصاره اثناء الهرج والمرج، أقدم على تحطيم الزجاج الخلفي لآلية عسكرية ذات لوحة مدنية كانت متوقفة في المكان، وما حصل هو أن سعد سلك الطريق غير المناسب وبالتالي جرى تضخيم الموضوع بصورة غير مبررة. أما رئيس بلدية صيدا محمد السعودي فاعتبر أن “ما حصل هو إشكال بسيط جرى تضخيمه وإعطاؤه حجماً أكبر مما يحتمل”، موضحاً: “سعد كان مدعواً إلى الاحتفال ولم يمنعه أحد من الدخول وهو وصل بسيارته تقريباً إلى التقاطع المؤدي إلى المكان ولم يكن أمامه سوى بضعة أمتار. ولو حصلت معي وأقدم سائقي على كسر زجاج سيارة قوى أمنية لكنت سارعت لتوبيخه واعتذرت من القوى الأمنية، بالتالي فإن ما جرى تم تضخيمه”.
قلوب مليانة
وبعيدا من الروايات، فإن الاشكال كشف أنه ليس وليد ساعته، بل “قلوب مليانة” نتيجة “العلاقة “المتوترة” بين سعد وقوى الامن الداخلي التي اتهمها، من دون أي اثبات بـ”الخضوع لقرار سياسي”. وسبق أن سجلت خلافات حين أراد سعد المشاركة في اعتصام من اجل عدم اقامة سد بسري وأشار إلى أن حاجزاً لقوى الامن لم يسمح له بالمرور، وفي حادثة ثانية حين اراد التضامن مع موظفي مستشفى صيدا الحكومي ومُنع من الدخول إلى مخفر صيدا الجديدة للالتقاء بالعاملين في المخفر.
وبدا سعد غاضباً بشدة للمرة الاولى، ضرب بيده على إحدى السيارات أكثر من مرة، وهو يهاجم احد ضباط قوى الامن الداخلي ويطالبه بمغادرة المكان، تلفظ بعبارات لم يقلها من قبل، تدخل عدد من المسؤولين السياسيين والامنيين على خط التهدئة، لم تنجح الجهود في اقناعه بالدخول الى الاحتفال، انسحب الدكتور عبد الرحمن البزري وتضامن معه، ولم يكمل مسؤول “حزب الله” في منطقة صيدا الشيخ زيد ضاهر الاحتفال وبقي معه، فيما تواصل الاحتفال من دون أي تعديل حتى ختامه.
وتمت ترجمة الغضب و”العلاقة المتوترة” بسرعة عبر انتقال الاحتجاج الى الشارع وتمدده، اذ اقدم انصار سعد على قطع بعض الطرق الرئيسية بالاطارات المشتعلة: “الطريق البحري” قبالة “خان الافرنج”، الاوتوستراد الشرقي، وعند مستديرة “الشهداء” على بعد مئات الامتار من منزله، قبل أن يعود ويطلب منهم فتح الطرق، تسهيلاً لحركة ابناء المدينة والجنوب وطلاب المدارس.
وقرأت قوى صيداوية رد فعل سعد وأنصاره بأنه مبالغ فيه، فيما رأى المتضامنون معه أنه “رسالة نارية”، بأن سعد لن يسكت بعد اليوم عن أي استهداف. واعتبر “التنظيم الشعبي الناصري” أن ما جرى “نتيجة لإيعاز سياسي من بعض أطراف السلطة التي أوصلت لبنان إلى حافة الانهيار المالي والاقتصادي، وبهدف منع كشف ارتكاباتها وفسادها، تسعى إلى إسكات الناس، وقمع الرأي الحر والإعلام الصادق”.
وفيما اعتبر البزري أن “ما حدث أمر غير مقبول وهو إهانة لكل المدينة التي تعتبر أن نائباً منتخباً لها بأسلوب ديموقراطي تعرض لخللٍ واضح في تعامل الأجهزة الأمنية وهذا الامر كان قد تكرر في السابق لحوادث مماثلة”، دانت “الجماعة الاسلامية” في صيدا الأسلوب “غير اللائق” في التعامل مع سعد، واعتبرت أن ذلك يعتبر إساءة لكل المدينة رافضة في الوقت نفسه “أسلوب حرق الدواليب وقطع الطرقات الذي لا يضر إلا بالمواطنين الذين يكتوون أيضاً بأزمات السلطة من سياسية واقتصادية وأمنية”. في المقابل، لم يعلق تيار “المستقبل” على ما حصل.
أسود يبحث عن اشكال
وتعليقاً على اشكال صيدا دخل عضو كتلة “لبنان القوي” النائب زياد اسود على الخط، غامزاً من قناة النائبة بهية الحريري من دون أن يسميها، فكتب على “تويتر”: “ما حصل مع زميلنا أسامة سعد سببه الأول والاخير سلوك من تعتقد نفسها أكبر من أهل مدينتها والجوار الجزيني وهو ذاته السبب الذي يجعلنا نرفض فيه المس بكرامة زميلنا ومدينته واهلها. لقد سبق وعايشنا هذا السلوك ونرفضه وهو نموذج يستوجب التوقف عنده لانه سبب كل الارتكابات والانقسامات”.
واستغرب منسق “تيار المستقبل” في صيدا والجنوب ناصر حمود الزج بين الاشكال والنائبة الحريري، وقال لـ”نداء الوطن” إن “هذه التغريدة مستغربة، بل مستهجنة. ولا محل لها من الإعراب، ويحاول أسود الزج بالنائبة الحريري في موضوع لا علاقة لها به أبدا. انه يبحث عن المشاكل من دون أي سبب من أجل البحث عن رصيد له. ولا نقول إلا: لا حول ولا قوة الا بالله”.
وبالعودة إلى الاحتفال، اعتبرت وزيرة الداخلية ريا الحسن خلال رعايتها افتتاح مبنى جديد في صيدا لقوى الامن الداخلي بهبة من المهندس احمد محمود النداف وتنفيذ الشركة العربية للأعمال المدنية باشراف محمد الشماع، انه “يندرج ضمن طموحنا الاستراتيجي لتعزيز حضور الدولة واجهزتها الامنية في كل مناطق لبنان لان الدولة وحدها هي التي تضمن للمواطن أمنه في الداخل وهي وحدها التي تحمي لبنان من اطماع الخارج”. وتخلل الحفل اطلاق رئيس البلدية السعودي اسم “احمد النداف” على الشارع المحاذي للمبنى تقديراً له، كذلك جرى تكريمه من قبل الوزيرة الحسن ومحافظ الجنوب منصور ضو بتقديم درع تقديرية له.
وعلمت “نداء الوطن” ان النائبة الحريري زارت دارة المرحوم الدكتور نزيه البزري في صيدا واطمأنت الى والدة الدكتور عبد الرحمن البزري في زيارة اجتماعية كانت مقررة قبل وقوع الاشكال مع سعد.