IMLebanon

التكليف الرابع للحريري وتكليفات نصرالله الثلاثية

 

التكليف الثلاثي الذي صرّح به الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله هو الرابع يحظى به الرئيس سعد الحريري والأول من نوعه يعلنه نصرالله، من موقعه الحاسم في السلطة الراهنة شاملاً رئيسي الجمهورية ومجلس النواب في مهمة تشكيل الحكومة المستعصية.

 

كان الحريري فاز بالتكليف الأول عندما اختارته الأكثرية النيابية لترؤس الحكومة قبل شهور عدة. لم يكن رئيس الجمهورية راضياً عن هذا الخيار. أجّل مواعيد الاستشارات وقام بما قدرّه الله، الا ان الاستشارات المُلزمة لم تسمح له بالهروب الى صِيغٍ أخرى.

 

تعقدت مهمة الحريري وظهر بوضوح أن رئيس الجمهورية لا يريده. وكل ما صار يعرفه الناس عن عقد التأليف يحمل صاحب المنصب الأول المسؤولية. وهو لم يُخف رغباته ومشاعره تجاه الرئيس المكلف. وصفه بالكاذب وبأنه لا يريد تشكيل الحكومة… ثم في رسالتين الى الرئيس الفرنسي ومجلس النواب إقترح التفكير باستبداله.

 

جاء التكليف الثاني للحريري من جانب مجلس النواب في جوابه على رسالة رئيس الدولة. كان القرار الذي تلاه بري باسم النواب واضحاً. فليقم الحريري بإكمال مهمته ونقطة على السطر.

 

التكليف الثالث هو دعمٌ لإختيارات الأكثرية النيابية، وهو جاء على لسان الدول والمؤسسات والصناديق الداعمة للبنان والتي لم تبخل في إبداء ثقتها بالحريري وضرورة تعجيله في تشكيل الحكومة. هذا ما قاله الروس والاماراتيون واوساط عربية ودولية، وهو ما عبرت عنه المؤسسات الدولية ذات الصلة بمهام الإنقاذ اللاحقة في لبنان. ثم جاء التكليف الرابع على لسان “الأقوى” في البلد. قالها نصرالله مباشرة: على الحريري إكمال مهمته بالتعاون مع الرئيس ميشال عون. وعلى الإثنين ان يتفقا، وعلى بري أن يساعدهما في تحقيق الاتفاق.

 

ذهب نصرالله عملياً الى توزيع مهام المرحلة على “الرؤساء الثلاثة”. قال لهم انصرفوا فوراً الى انجاز التشكيل ونحن امامكم. وفي مثل هذه الحالة سيكون صعباً على الثلاثة إعلان الفشل، أو انفراد أحدهم بالرفض والعرقلة. ولهذا السبب شاعت مناخات عن إقتراب المخرج. الا انها تبقى إشاعات حتى اللحظة.

 

بعد التكليف الثلاثي الذي اطلقه نصرالله سينتظر الجميع النتيجة من دون أن يسهو عن بالهم علاقته الوطيدة بعون (وموافقته على الحريري) والتي فشلت حتى حينه في استيلاد السلطة التنفيذية. وستزيد التساؤلات في حال الفشل، خصوصاً ان نصرالله زجّ ببري رسمياً في المعمعة…

 

اذا نجحت تكليفات نصرالله سيُنظر اليه بوصفه صانع حكومات العهد، وإذا فشلت سيُطرح السؤال الذي طُرح مرّاتٍ طوال الشهور الأخيرة: هل يريد الحزب حكومة في لبنان أم انه ينتظر نتائج مفاوضات ايران الدولية؟ والجواب لن يطول انتظاره.