لم يترك الرئيس ميشال عون والرئيس الظل الصهر جبران باسيل وحلفاؤهما باباً للتعطيل الا وطرقوه؛ ولم يتركوا فرصة للإنقاذ الا وأغلقوها؛ ولم يبقوا بلداً عربياً الا واساؤوا اليه قولاً او فعلاً؛ ولم يوفروا ممنوعات او محرمات الا وحاولوا تسريبها وتهريبها او تغطيتها مع حلفائهما الى هذا البلد العربي الشقيق او ذاك البلد الصديق الا وفعلوها. وحدها حليفتهم ايران ومشروعها الصفوي كانت بمأمن من شرور وتخلف هذا العهد البائس وفريقه المترع بالعصبية والتطرف والانغلاق٠ بعد هذه الاشهر العديدة من التكليف والابتزاز الرخيص والتحريض الطائفي المقيت، هل تأكد العهد البائس والصهر وفريقه وحلفاؤه ان الرئيس سعد الحريري لا ينكسر؛ ولا يكسر لأنه المؤتمن على قضية الوطن وعروبته ووحدته؛ وقد ينحني فقط لمصلحة بلده واهله تماماً كوالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري؛ وصديق دربه الوعر الرئيس السنيورة اللذين تحملا معاً؛ اقسى انواع الابتزاز والتحديات والحصار والتشويه ليعيدوا البسمة والامان للبنان وشعبه؛ وعاصمته بيروت؛ التي ارادها الرئيس الشهيد عاصمة العرب وملتقى ثقافاتهم وتطلعاتهم واحلامهم. عدم اعتذار الرئيس الحريري او اعتذاره، هل هو الحل او المخرج؟ ام ان تخليص لبنان من هذه المافيا المرضية العونية هي الخطوة الاولى نحو بداية الحلول لاخراج لبنان من المستنقع الايراني الذي عاشته وتعيشه بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء وقبلها الاحواز العربية على الساحل الشمالي للخليج العربي؟
الكثير من محبي الرئيس الحريري وداعميه؛ لا يريدون اعتذاره عن التكليف وخاصة بعد الدعم من المجلس النيابي؛ ومن المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى؛ ومن بعض المراجع الدينية المسيحية ضمناً؛ كي لا يقع لبنان ويترك فريسة سهلة لهوس الرئيس ميشال عون وجبران باسيل؛ وأحلام “حزب الله” لضم لبنان نحو المحور الايراني والتحالف الاقلوي في هذا الشرق العربي. وهناك آخرون ممن يحرصون على الحريري ومشروعه السياسي؛ يرون الاعتذار اصبح ضرورة، وكفى مجاملة ومسايرة لباطنية “حزب الله” وجنوح الرئيس ميشال عون وجبران باسيل وعهدهما المشؤوم؛ وليذهبوا وعهدهم وسلطتهم الى الجحيم الذي بشر به كبيرهم من القصر الجمهوري.
والقضية الاساسية ليس ان يعتذر او لا يعتذر الحريري؛ وانما الهدف والغاية هما انقاذ لبنان وشعبه المظلوم من مزاجية الرئيس ميشال عون المهووس بالسلطة؛ وعقد جبران باسيل النفسية؛ والحفاظ على تنوع لبنان ووحدته الوطنية وسيادته وعروبته واخراجه من جهنم الرئيس ميشال عون وجبران باسيل وعهدهما المشؤوم الذي اخرج لبنان من حاضنته العربية؛ وأفقر شعبه؛ وهدم اقتصاده؛ وهجر ابناءه وطاقاته المميزة؛ ودمر مقومات وجوده وأعاده الى الوراء عشرات السنين٠ والإنقاذ الوطني لن يكون باعتذار الحريري وتشكيل حكومة هجينة كسيحة على نسق الحكومة الحالية المصرِّفة للاعمال؛ وتكون الحكومة القادمة شبيهة بحكومة نوري المالكي في العراق بنكهة لبنانية؛ من تأليف واعداد وسيناريو واخراج الثنائي ميشال عون وجبران باسيل ومَن خلفهما ؛ ومن اجل ذلك فإن اكثرية الرأي العام اللبناني الاسلامي والمسيحي؛ وحتى العربي والدولي يرون ان الاولوية باستبدال هذا العهد البائس وصهره وفريقه بشتى السبل المشروعة؛ وباستمرار الرئيس المكلف سعد الحريري بصموده وصبره وبمهمته الوطنيه الكبرى بالتعاون مع الصادقين في المجلس النيابي؛ والمخلصين من ابناء وقادة هذا الوطن ليعود لبنان عربي الوجه واللسان والهوى؛ وطن الانسان والابداع؛ وبلد الرسالة؛ والوجه العربي المشرق في هذا الشرق الحزين٠