Site icon IMLebanon

الحريري – “الإشتراكي”: إنطلاقة مشجّعة للموسم الإنتخابي 

 

 

حسم وليد جنبلاط حليفه المسيحي للاستحقاق النيابي: “القوات”، شاطباً بذلك احتمال أن يكون مع العونيين في لوائح موحّدة، ولو أنّه لم يكن يوماً احتمالاً جدياً، لكن رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” سارع إلى الإعلان عن هوية الركن المسيحي في اللوائح التي ينوي تأليفها في مناطق نفوذه، لا سيما في الشوف وعاليه.

 

على الرغم من أنّ حصول الانتخابات ليس مضموناً في توقيته، إلا أنّ القوى السياسية على اختلاف توجهاتها تعمل وكأنّ الاستحقاق حاصل على الأكيد. الكلّ يعدّ العدّة لمواجهة صناديق الاقتراع. حتى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في هذا المناخ، مع أنّ فريقه الحزبي يشهد تخبطاً لا مثيل له بسبب غياب رئيسه من دون تبريرات مقنعة أو أسباب واضحة، خصوصاً وأنّه ضرب أكثر من موعد لعودته إلى بيروت من الإمارات العربية، ولم يفعلها، الأمر الذي يرفع منسوب القلق في أذهانهم ويزيدهم ارباكاً.

 

ولعل هذا ما دفع جنبلاط إلى ايفاد نجله تيمور والوزير السابق وائل أبو فاعور للوقوف على حقيقة موقف الحريري من الاستحقاق الانتخابي، لا سيما في ضوء التسريبات التي تتحدث عن احتمال خروج الرجل نهائياً من الملعب السياسي للعودة إلى عالم البيزنس والأشغال، ما قد يكون يشكل اعلاناً رسمياً لاقفال بيت الحريري السياسي… لكن المواكبين لحركته يجزمون أنّ الرجل لم يقرر اعتزال العمل السياسي أبداً، وإنما بصدد تقييم كل مساره والتفكير ملياً بكل المطبات التي وقع فيها وتعلّم منها، ويعيد مراجعة كل القرارات التي اتخذها، في محاولة لإعادة هندسة كل بنيانه السياسي لمواجهة المرحلة المقبلة بتحدياتها الصعبة، مع العلم أنّ رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” استبق الزيارة من خلال التأكيد على ضرورة الحفاظ على التحالف مع الحريري. وقال: “العلاقة تاريخية ولا مجال للتخلي عنها. صحيح أن لدينا خلافات سياسية مع سعد الحريري، لكنه وعائلته السياسية يحتلون مكانة خاصة في قلبي. لقد وجهت انتقادات حول إدارته لملفات معينة، لكن هذا لا يعني أن علاقتنا الاستراتيجية يجب أن تتضرر نتيجة لذلك”.

 

في الواقع، إنّ توقيت اللقاء يحمل دلالات تبيّن الخطّ المفتوح بين المختارة والامارات رغم الحصار السياسي الذي تفرضه بعض دول الخليج، كما تتصل بحرص جنبلاط على العلاقة مع هذه الدول في لحظة توتر غير مسبوقة مع السعودية، وفي الشكل يعيد التذكير بالرابط التاريخي بين الجانبين ولو أنّ علاقتهما عرفت الكثير من الخضات والمواجهات، لكنها كانت تعود دوماً إلى مربع الحوار والتفاهم. وقد صار الرجلان يعرفان بعضهما بعضاً جيداً ويجيدان القراءة في كتب شخصيتيهما، ولهذا لا يمانعان في أي لحظة التقاء من استعادة الجانب الايجابي من العلاقة والعمل على تعزيزه. ولهذا يتضمن اللقاء في الامارات هدفاً أساسياً وهو اعادة ترتيب العلاقة عشية الانخراط في الوحول الانتخابية التي تريدها كل من واشنطن وباريس مفصلية، عساها تغيّر مشهدية الأغلبية في مجلس النواب. وعليه، لن يكون مستغرباً أن يبدأ الفريقان رحلة الغوص في الأرقام الانتخابية والحسابات والحواصل واللوائح، خصوصاً وأنّ بين “الاشتراكي” و”المستقبل” أكثر من دائرة مشتركة، بيروت، عاليه، بعبدا، البقاع الغربي… ويمكن بالتالي أن يعيدا احياء التفاهم خصوصاً وأنّه ليس لـ”المستقبل” حليف درزي غير “الاشتراكي” وليس للأخير حليف سنيّ إلّا “المستقبل”. وبالتالي سيكون من السهل عليهما تجاوز المحطات الخلافية التي سادت في الفترات الأخيرة، والقفز فوقها للتفاهم انتخابياً.

 

حتى الآن، لا شيء محسوم لكن الانطلاقة مشجعة وفق المطلعين على اللقاء. ثمة تأكيد بين “الاشتراكي” و”المستقبل” على استمرار التواصل وتفعيل الاتصالات والحوار واللقاءات، خصوصاً وأنّ الجانبين ينتظران من بعضهما البعض إجابات عن أسئلة وضعت على طاولة النقاش، قبل أن يتمكنا من الانتقال إلى الجولة الثانية من التفاوض الانتخابي.