IMLebanon

ضبابيّة حول عودة الحريري ومواقفه وتحالفاته الإنتخابية

 

 

لم تتوضح حتى الآن كيفية التعاطي والعلاقات في الآونة الأخيرة بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورؤساء الحكومات السابقين، إذ وفق المعلومات، ثمة خلافات عميقة بينهم برزت خلال عملية تشكيل الحكومة، وتفاعلت في الأيام الماضية، وبالتالي، يتجنّب كلّ واحد منهم، وتحديداً الرئيس سعد الحريري، أي مواجهة أو الإقدام على إعلان موقف من الحكومة نظراً لدقّة المرحلة، ومن ثم نتيجة القرار الثابت بالحفاظ على الإستقرار ضمن «نادي رؤساء الحكومات السابقين» مع الرئيس الحالي.

 

وتشير المعلومات، إلى أن الحريري لا زال في طور النقاش مع المقرّبين منه بشأن الوضع السياسي والإستحقاق الإنتخابي النيابي وأيضاً التحالفات، وهذه الإتصالات لا زالت مستمرة ليُبنى على الشيء مقتضاه في المرحلة المقبلة. ولكن، يمكن الجزم أنه، وفي هذا التوقيت بالذات، لن يقدم الحريري على أية إجراءات جديدة، كما ينقل عنه أحد المقرّبين منه، مشيراً إلى أن الظروف الإستثنائية في البلد، والتي يراها الحريري مفصلية وخطيرة في آن، تدفعه إلى الترقّب والإنتظار، وذلك ما عرضه وبحثه خلال لقائه مع رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، والنائب وائل أبو فاعور، حين تمنّيا عليه العودة إلى بيروت والتحالف في الإنتخابات النيابية المقبلة.

 

وتتابع المعلومات، بأنه، ومن خلال الذين التقوا بالحريري، يُستدلّ بأنه لا يريد الإصطدام في هذه المرحلة مع أي طرف، ولا يمكن له أن يتعاون مجدداً مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، كما أن اتصالاته مستمرة وقائمة مع معظم الأطراف الأخرى، وفي هذا السياق، فإن السؤال المطروح حول الذين يشكّكون بوضع الحريري (وتحديداً بعض القوى المسيحية، بما في ذلك التي لم تسمّه لأكثر من مرة لرئاسة الحكومة) ، هل قوى التطرّف في الطائفة السنية هي البديل عن آل الحريري المعروف عنهم اعتدالهم، مهما كانت الخلافات السياسية مستشرية في البلد؟

 

من هذا المنطلق، ثمة تساؤلات أيضاً حول كيفية ما ستكون عليه المشهدية السياسية في هذه المرحلة في ظلّ هذه الإصطفافات والإنقسامات وانكفاء البعض من قوى أساسية كـ «تيار المستقبل»، خصوصاً أن هناك سباقا محموما على صعيد الساحة السنّية على خلفية غياب الحريري وتعبئة الفراغ، وهذا ما يدركه «الحريريون» الذين يعرفون ويدركون بامتياز تهافت هؤلاء على الدوائر الإنتخابية في كل المناطق لعلهم يستحصلون على المقاعد التي يشغلها نواب «المستقبل»، حيث يعتبر هؤلاء أنه، وإن كان لكلّ طرف وحزب سياسي ومستقلّ الحق والطموح، ولكن ما يجري اليوم يصب في خانة الأحقاد، لا سيّما وأن هناك أطرافاً تعمل لتعبئة الفراغ الذي سيتركه غياب «المستقبل» عن الترشّح، خصوصاً في بيروت وإقليم الخروب والشمال والبقاع.

 

ويبقى، وفق المعلومات، بأن قراءة الحريري للواقع الراهن، ومن خلال ما يكشفه بعض المحيطين به، أنه إذا كان تريّثه في العودة أو عدمها التساؤلات حول موقع وموقف تياره حيال كل ما يجري في البلد في هذه المرحلة الراهنة، وبعدما وصلت الأمور إلى حدّ الإنفجار السياسي والمعيشي والحياتي، فإن هذا لا يعني أنه في صدد الإنكفاء السياسي أو الإعتزال كما يتحدث البعض في لبنان، لأن هناك ظروفاً صعبة قد تُملي عليه التعاطي بحذر في هذه المرحلة، إلى حين انقشاع الصورة السياسية في لبنان والمنطقة، حيث ثمة تطورات متوقعة، وبعدها يُمكن اتخاذ الموقف المناسب، أكان على صعيد التحالفات السياسية أو الإنتخابية،أو المسار السياسي بشكل عام.