Site icon IMLebanon

خيار الحريري بالعودة يحتاج الى صقور «المستقبل» وخروج المارد السنيّ من القمقم

 

المناصرون ناقمون على سياسة الاعتدال… وطامحون الى خطاب سياسي عالي السقف!

 

منذ إعتذار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، عن توّلي الحكومة قبل اشهر، يبرز إحباط ســـنيّ غير مسبوق بين مناصريه، سبق ان ظهر مع اسـتقالة الحريري على وقع انتـفاضة 17 تشرين 2019، وخــروجه من الحكم لغاية اليوم، من دون تأكيد عودته الى لبنان وخوضه معركة الانتخابات النيابية المرتقبة، بحيث يشير نواب «تيار المستقبل» الى انهم لا يعرفون موعد مجيئه الى لبنان، واذا كان سيترشح ويتحالف مع بعض الافرقاء، كالحزب «التقدمي الاشتراكي» و»القوات اللبنانية»، لانّ لا شيء محسوماً حتى اليوم في هذا الاطار، والقرار يعود له وحده، كما قال نائبه الدكتور مصطفى علوش لـ«الديار»، الامر الذي جعل كوادر «تيار المستقبل» وكل من يُؤيّدهم من اهل الطائفة السنيّة، يُعبّرون عن إحبــاطهم وتشتتهم، ويدعون الى تصحيح المفاهيم السياسية، وإيقاظ الحماسة لديهم من خلال رفع السقف الخطابي عالياً، بعد ان بات يُعاني من الجمود في حركته السياسية.

 

الى ذلك يشير مصدر مسؤول في « المستقبل» الى ضرورة عودة صقور تيارهم في اقرب فرصة ممكنة، والى دق ناقوس الخطر السنيّ، وإطلاق المواقف النارية، على غرار مواقف الوزير السابق اللواء اشرف ريفي، والنائب السابق مصطفى علوش، وامين عام «التيار» احمد الحريري، لانهم «يفشّون خلقنا»، والى ضرورة خروج المارد السنيّ من القمقم بهدف شدّ العصب، لانّ الاعتدال السياسي، على ما يبدو لا يفيد في لبنان، املاً من الحريري العودة قريباً جداً، وخوض الانتخابات النيابية عبر مرشحين في معظم المناطق اللبنانية، لانّ غيابه يعني غياب اكبر تيار سياسي يمثل اهل السنّة، وهذا مرفوض ولا نقبل به، ناقلاً نقمة مناصريّ «المستقبل» على سياسة الاعتدال، لانها لم تعد على مستوى طموحاتهم، وما يجري زاد من نسبة القلق لديهم، خصوصاً انّ بعض المشايخ يدعون كل يوم جمعة ومن المساجد، الى تصحيح المفاهيم السائدة، مع رفضهم لكل من يضطهد اهل السّنة.

 

وامل المصدر ان يعود الحريري الى الساحة السياسية الفعلية، من خلال مواقف جديّة صارمة ومُطمئنة لجمهوره، وللمناطق التي تسجّل اكبر نسبة تأييد له، كعرسال وسعدنايل وتعلبايا والطريق الجديدة وغيرهم، مُذكّراً بأنّ «المستقبل» كان الأكثر جماهيرية على مستوى لبنان قبل سنوات قليلة، اذ كان يُساهم بنسبة كبيرة في التشكيل والتعييّن وتسمية الوزراء والمدراء السنّة، إضافة الى دوره الخارجي بين لبنان ودول القرار، «لكن نهجنا الذي يسوده الخط الوسطي، فهمه الطرف الآخر وكأنه الخوف والضعف السياسي، فضلاً عن انّ بعض افرقاء السّنة غير البارزين، شجعوا الحركة الناقمة على الحريري منذ بداية انطلاقته، وكل هذا ادى الى تشرذم الشارع السّني اكثر فأكثر».

 

وعن الغموض الذي يكتنف عودة الحريري الى الساحة اللبنانية كزعيم، إعتبر المصدر بأنّ إستمرار غيابه سيؤثر كثيراً على شعبيته، لان جمهوره محتاج الى سماعه، خصوصاً في ظل هذه الظروف، والبعض يحاول ويعمل بجهد كبير لأخذ مكانه السياسي، الامر الذي يكاد يكون من المستحيلات، لانّ اهل بيروت لا يصوّتون إلا له، ولا يقبلون بغيره ممثلاً لهم في المجلس النيابي، آملاً ان يخرج المارد السنيّ من القمقم قريباً جداً، لانه آن الآوان لذلك، وإلا فالتداعيات ستكون كبيرة وحافلة سلبياً، مع ضرورة ترشيح صقور «المستقبل»، حتى الذين باتوا خارج عباءة الحريري، لان المصالحة مطلوبة اليوم، ونسيان الخلافات الداخلية وفق إنطلاقة «سياسية زرقاء»، تعيد جمع المتخاصمين السابقين تحت جناح بيت الوسط، فالوضع دقيق وصعب ويتطلّب تناسي الماضي الاليم و «الزعل» الداخلي، مع التوافق الكليّ والنهائي تحت عنوان «مصلحة الطائفة اولاً».