IMLebanon

عودة الحريري

 

يعود رئيس تيار”المستقبل” سعد الحريري إلى بيروت في الأيام العشرة الأولى من كانون الثاني، وخلال إقامته في بيت الوسط سيتخذ القرار المتعلق بمشاركته شخصياً بالانتخابات النيابية وبحضور تيار “المستقبل” في هذه الانتخابات والتحالفات التي سينسجها إذا قرر هو وتياره خوض المعركة.

 

على الصعيد الشخصي يتداول كثيرون معلومات عن أن الحريري لا يريد خوض الانتخابات شخصياً وأن هذا الموقف منسجم في السياسة أولاً مع ما يحكى عن عدم مشاركة الرؤساء نجيب ميقاتي وتمام سلام وفؤاد السنيورة ترشيحاً بالانتخابات، كما أن هؤلاء يقولون بأن استنكاف الحريري أتى نتيجة مراجعة شخصية أجراها للسنوات التي قضاها في الخضم السياسي الهائج والتي أظهرت أن خسائر مختلفة قد لحقت به، ولكن هل يبقى الحريري على موقفه؟

 

المعلومات تقول إن الحريري سيكون أمام ضغوط متعددة لدفعه للبقاء في الساحة السياسية حتى ولو استمرت المملكة العربية السعودية في تجاهله، فمن سيقود الطائفة السنية سياسياً؟ ومن هو البديل؟ وهل عدم خوض الانتخابات النيابية يعني أن الحريري أصبح أيضاً خارج نادي رؤساء الحكومات ولن يتولى منصب الرئاسة الثالثة مرة جديدة؟

 

من سيلتقون الحريري في بيروت سينبّهونه أيضاً إلى أن الابتعاد عن أي منصب سياسي سيعني إبتعاده عن لبنان، وسيسهم ذلك في إضعاف شعبيته والحد من قدرة تياره، ورغم محاولتهم التعامي عن الحقائق يدرك الكثير من المستقبليين في هذا المجال أن الساحة البيروتية يتقدم فيها النائب فؤاد مخزومي وانصار المجتمع المدني، كما أن موقف الحريري هذا سيزيد من الشرذمة في الطائفة السنية وهو أمر لن يتوانى “حزب الله” والمتحالفون معه في هذه الطائفة من استغلاله لصالحهم وتعميق الهوة أكثر فأكثر مع الدول الخليجية.

 

موقف الحريري النهائي الذي سيعلنه بنفسه سينعكس على كل الساحة السياسية في لبنان وجميع الفرقاء فيها، وسينعكس على وجوه الطائفة السنية خصوصاً وتحديداً الرئيس نجيب ميقاتي فهل يتراجع هو أيضاً عن فكرة عدم خوض الانتخابات وهل يتحالف في طرابلس مع “المستقبل”؟

 

ربما كل ذلك ينتظر إشارة من الرياض الجميع بانتظارها ولكنها لم تأت بعد ولكنها آتية لا محالة بالتوقيت السعودي.