Site icon IMLebanon

هل تغيب الحريريّة السياسيّة عن “بيروت الثانية ” فتفتح شهيّة البعض على المقعد؟

ضياع في صفوف التيار الأزرق… والسنيورة لن يتوّلى اللوائح؟

 

لا يخفي مناصرو تيار” المستقبل” خصوصاً في بيروت، ما يشعرون به من إحباط بسبب ما يتردّد من اخبار، عن عزوف الرئيس سعد الحريري عن الترشح الى الانتخابات النيابية في دائرة بيروت الثانية، حيث يكثر مؤيدوه، ويسألون: أيعقل ان يغيب الاعتدال السنيّ السياسي عن بيروت؟، معتبرين أنّ غيابه يعني غياب اكبر تيار سياسي يمثل اهل السنّة، وهذا مرفوض ولا نقبل به، فيما القسم الابرز من مناصريه يطمح بوصول نواب ” المستقبل” الصقور، بهدف تصحيح المسار السياسي لتيارهم مع رفضهم لكل من يضطهدهم، الامر الذي يدعوهم الى رفع الصوت وعدم السكوت، ويضعهم في ضياع مستمر، لانّ خسائر زعيمهم تتوالى وعلى الارجح سيبقى خارج لبنان، لان المعلومات الاخيرة الواردة ترجّح عدم خوضه الانتخابات، فيما لا يعرف نوابه بعد قراره الاخير، ويكتفون بتكرار جملة يردّدها هو على مسامعهم ” سأتخذ قرار خوض الانتخابات او عدمه حين اصل الى لبنان”، مما يعني الارتباط بعناصر ومسارات سياسية عدة، ومَن يقول من نوابه انه عزف عن الترشح يعود بعد دقائق ليعاكس جوابه مع الإستعانة الدائمة بكلمة “على الارجح”، منعاً للتأكيد او النفي، وهذا ما قام به عضو كتلة “المستقبل” هادي حبيش قبل ايام حين سُئل عن ذلك. ما جعل التيار الازرق مصدوماً ولا قدرة له على التعليق، مفضّلاً إلتزام الصمت حيال هذا السؤال الذي بات بمثابة ” الحزورة “، فيما شهية المقرّبين والبعيدين مفتوحة بقوة على مقعد الحريري النيابي، والكل ينتظر الكل، ولا احد يجرؤ على إعلان ذلك في إنتظار تلك العودة التي تبدو بعيدة، فيما الانتظار يبدو سيّد الساحة الحريرية حتى اجل غير مسمى، لمعرفة حقيقة موقفه من متابعة حياته السياسية او إتخاذ قرار التفرّغ للحياة التجارية، خصوصاً بعد خسائره المادية الكبيرة والحجز على امواله وممتلكاته في السعودية، وهذا يعني حالة ضياع كبرى من الصعب جداً ان يتخطاها في المرحلة القريبة.

 

وكان بيت الوسط قد بدأ التحضيرات قبل فترة، لإستقبال الحريري من خلال مكتب انتخابي يديره فريق مختص، دعا المسؤولين والكوادر الى حركة اجتماعات مكثفة، ما لبثت ان خفت حماستها، بعد تأجيل موعد مجيئه مرات عدة، ما دفع بأحد نوابه للقول “بأنّ الرئيس الحريري سيفاجئ الجميع حين سيأتي أي من دون إعلان موعد، وربما لدواع امنية لان توقيت الوصول لن يعرفه احد سواه، من دون ان ينفي نوابه ترشّح بعضهم مع وجوه جديدة من تيار المستقبل الى الانتخابات، إلا إذا…، لانّ كل شيء وارد في هذا الاطار، على ان يدعمهم الحريري معنوياً وسياسياً فقط، وليس مالياً وقد قالها لهم بالفم الملآن خلال اجتماع افتراضي على” زوم” ، مع ترك حرية الاختيار لمناصريه وناخبيه بالتصويت.

 

في غضون ذلك لا تنفي مصادر سياسية متابعة لما يجري في كواليس الحريرية السياسية، بأنّ عزوف الحريري عن هذه المعركة، سيجعل تيار المستقبل يتراجع كثيراً في المعنى السياسي، لانه بغياب قائد السفينة سيشعر ركابها بالخطر، وهذا يعني عدم مشاركة القسم الاكبر من ابناء بيروت في الاقتراع، لانّ من يريدونه سيكون غائباً، وبالتالي سيفضّل المناصرون المقاطعة، وقد يشارك العدد القليل منهم بمنح الاصوات، التي ستنقسم بين النائب فؤاد مخزومي والجماعة الاسلامية والمستقلين.

 

وكانت معلومات قد اشارت قبل فترة، الى توّلي الرئيس فؤاد السنيورة لوائح تيار المستقبل، فأتى النفي من مصدر في نادي رؤساء الحكومات السابقين، فيما تتردّد معلومات عن إمكانية ترؤس الوزير السابق محمد شقير لائحة في دائرة بيروت الثانية، ستعتبر من اللوائح الاساسية في الدائرة لقاعدة ” المستقبل”، على ان تضّم نواباً حاليين وأعضاءً سابقين من التيار الازرق، في إنتظار تأكيد او نفي من شقير حول ما يقال.