Site icon IMLebanon

الحريري سيكشف المستور وسيقول كلمته في السياسة والإنتخابات

 

تركت عودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى بيروت بالأمس، تساؤلات حول مستقبله السياسي، وتحديداً الإنتخابات النيابية المقبلة لناحية مشاركته ومشاركة تياره أو عدمه، بينما تبدّى بوضوح أن هناك رزمة قرارات متّخذة على صعيد المرجعيات السنّية، إذ ووفق معلومات مؤكدة، أن توقيت إعلان الرئيس تمام سلام عزوفه عن الترشيح قد يكون جاء بعد عودة الرئيس الحريري من الخارج، وبمعنى أوضح، أن سلام لا يمكنه أن يكون مشاركاً في الإنتخابات دون الحريري الذي كان قد رشّحه لرئاسة الحكومة خلال عهد الرئيس ميشال سليمان.

 

من هذا المنطلق، بات عزوف الرئيس الحريري عن الترشّح شخصياً مسلّماً به والقرار اتخذ قبل عودته إلى بيروت على خلفية داخلية وإقليمية لجملة ظروف واعتبارات دفعته إلى اتخاذ هذا الخيار، وينقل وفق معلومات مواكبة، أنه، وخلال زيارة رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط إلى أبو ظبي منذ أكثر من شهر ولقائه بالحريري للتمنّي عليه بأن يعود إلى بيروت، ويتحالف إنتخابياً مجدّداً مع الحزب التقدمي الإشتراكي، إنما استشفّ يومها جنبلاط أن رئيس «المستقبل» لا يرغب بخوض الإنتخابات ناقلاً لوالده رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط ما سمعه من رئيس تيار «المستقبل».

 

أما ماذا عن المستقبل السياسي، وخصوصا دور «التيار الأزرق» وتحالفاته، هنا، لا تستبعد المصادر المواكبة، بأن تتوضح الصورة خلال اليومين المقبلين بعدما يكون الحريري، الذي لن يمكث طويلاً في بيروت، قد استكمل لقاءاته واجتماعاته وكتلته وقيادة «المستقبل»، بحيث هناك سلسلة قرارات ستُتّخذ، وربما أيضاً يتوّج ذلك بمؤتمر صحافي يعقده في بيت الوسط ليقول كل شيء، أو من خلال بيان صحفي يصدر عن مكتبه الإعلامي، يتناول فيه كل ما يتعلّق بالملف الإنتخابي بصلة والأسباب الآيلة لعدم ترشحه، وكل المسائل التي يتم تناولها حول مستقبله الشخصي ومستقبل تياره، وبمعنى آخر، بات وفق المعطيات المتوفرة، أنه سيُبقى على التحالف مع جنبلاط، دون أن تتوضح الصورة على خط «القوات اللبنانية»، وحيث يبدو أن هناك صعوبة في إعادة لملمة الوضع مع رئيسها سمير جعجع.

 

وبناء على هذه المعطيات والأجواء، السؤال الكبير مع من ستكون تحالفات «القوات اللبنانية» في المناطق السنّية في عكار والبقاع وساحل الشوف،وكذلك، مَن سيكون رئيس الكتلة النيابية لتيار «المستقبل»، هنا، ترى المصادر المواكبة، أن الحريري سيعتمد نهج جنبلاط وجعجع بأن يبقى زعيماً سنّياً ويترأس كتلة تيار «المستقبل» وإن كان خارج الندوة النيابية، إنما المؤكد أنه لن يعتزل السياسة كما قيل الكثير في هذا الصدد، وعلى هذه الخلفية، سيوضح كل ما يتم تداوله ونشره في إطلالة مرتقبة من شأنها أن توضح المسار السياسي والإنتخابي وكل ما سيقدم عليه رئيس «المستقبل»، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه حيال المرحلة المقبلة، إذ بدأ البعض، ونقلاً عن أكثر من جهة عليمة ومقرّبة من بيت الوسط، بأن حراك ودور الرئيس فؤاد السنيورة يُخفي في طياته دوراً أساسياً قد يضطلع به بالتكافل والتضامن والتنسيق المباشر مع الرئيس الحريري، إنما حول خوض السنيورة الإنتخابات النيابية في بيروت أو صيدا، فهذا أيضاً سيكون رهن ما سيعلنه الحريري خلال الأسبوع الجاري، وربما في الساعات القليلة المقبلة، على اعتبار أن زيارته قصيرة، وبمعنى آخر أن الجميع ينتظر ويترقّب، ولا سيما المرشحين من نواب حاليين أو سابقين، أو ممن لديهم الطموح بأن يكونوا على لوائح «التيار الأزرق» مستقبلاً.