في انتظار أن يُعلن الرئيس سعد الحريري، اليوم، موقفه النهائي، الحاسم، من مختلف شؤون الساعة وشجونها، وبالذات من مسألة خوض معركة الانتخابات النيابية العامة، أو عدم خوضها، في شهر نوّار المقبل، يبقى لا بد من القول إن انسحاب رئيس الحكومة الأسبق من هذا الاستحقاق، سواء على الصعيد الشخصي، أم على صعيد تيار المستقبل عموماً، ستكون له تداعيات أقل ما يُقال فيها إنها سلبية للغاية، خصوصاً على الصعيد الوطني العام… إن أحداً لا يحق له أن يُناقش سعد الحريري في قراراته ومواقفه، ولكن من حق الناس (أحباء، وأصدقاء، وملتزمين، وأنصاراً، ومريدين…) أن يلفتوا عناية الرجل إلى أنهم لا يتصورون، ولا يقبلون، خروجه من الصورة، وهو في ذروة حيويته ونشاطه السياسي، وعلاقاته ذات الشبكة الواسعة، في المنطقة والعالم أجمع.
إن الشيخَ سعداً يعرف ما سيُقدم عليه من خطوات، إلا أن ما نعرفه ويعرفه اللبنانيون جميعاً هو أن تنحّيَه عن المشهد، ولو بصورة موقتة، سيُشكّل خللاً فادحاً في المعادلة الوطنية.
ونكرر أن دولته يعرف مصلحته أكثر من الآخرين جميعاً، ويؤمل أن يجيب، اليوم، ليس فقط على الأسئلة المرسومة في الجو السياسي العام وحسب، ولكن أيضاً بما لا يترك مجالاً لأي لُبسٍ أو غموض أو إبهام.
عمره لم يكن لبنان في حاجة إلى قيادي معتدل مثال سعد الحريري كما هو في حاجة ماسّةٍ إليه في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن… وعمرها ما كانت الطائفة السنية الكريمة في حاجة إلى قيادة مَرِنة منفتحة كالرئيس سعد (…) كما هي اليوم.
وباختصار، ليس مسموحاً لأحد أن يزايد على سعد الحريري في ما سيذهب إليه من قرار وموقف، وبالذات ليس مسموحاً لأهل التدليس والنفاق أن يزايدوا على الرجل…
وفي الختام ليس لنا سوى أن ندعو له بالتوفيق في ما يقصد وينوي. وهذا أضعف الإيمان.
وليحمِ الله لبنان.