IMLebanon

استقالة مع حق العودة  

 

 

بعد معاناة لسنوات وتحديداً منذ اغتيال شهيد لبنان الكبير في 14 شباط 2005 دولة الرئيس رفيق الحريري، والرئيس سعد الحريري يعاني على كل الجبهات.

 

بداية أُجبر على الذهاب الى دمشق… ومن الطبيعي أنه لا يستطيع أن يرفض طلباً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله. وكان خادم الحرمين ينظر للموضوع بأنه علينا أن نضحّي كي يصوّب الحكم في سوريا مسيرته، وأن يستعيد العرب الرئيس السوري بشار الأسد من أحضان الايرانيين. ولكن يبدو أنّ المؤامرة كانت أقوى، وللأسف كانت النتيجة تدمير سوريا كما حدث، واغتيال مليون سوري وتهجير 12 مليوناً، وتقسيم سوريا الى جزء تحت سلطة النظام الروسي وآخر تحت حكم النظام الايراني وجزء ثالث من سوريا احتلّه الجيش التركي، ورابع تحت سيطرة القوات الأميركية… بمعنى دقيق كان المطلوب تفتيت سوريا وتقسيمها، وهذا ما حصل بالفعل.

 

المعاناة الثانية، انه بالرغم من التضحية من خلال اتفاق مع الجنرال عون، فإنّ الجنرال على ما يبدو كعادته، أخذ الرئاسة ولم يلتزم بباقي الاتفاق، فالصحيح أنه تم تشكيل حكومة بعد سنة كاملة من العذاب والعقد، والتهديدات. وعندما تشكلت الحكومة لم يُسمح لها أن تنجز أي ملف من الملفات المطلوبة، كي تبقى حكومة فاشلة… وهنا كما نعلم، فإنّ ملف الكهرباء الذي خُصِّصَ له أسبوع كامل لا يبحث فيه أي شيء غير الكهرباء، انتهى حيث بدأ من دون أي إنجاز أو اتفاق. وبقيت مشكلة البواخر ومشكلة الغاز أو التغويز واستعمال الفيول على حالها.

 

ولم يكن الرئيس عون هو المعرقل الوحيد، بل شاركه «الحزب العظيم»، الذي أصرّ على أن يفشل الرئيس الحريري، وذلك بناءً لأوامر إيرانية. وهنا لا بد أن نذكر بعض محطات الانقلاب التي قام بها «الحزب» بدءاً بـ»اتفاق الدوحة» الذي هو انقلاب على «الطائف»، إلى القمصان السود، الى الانسحاب من الحكومة تحت شعار الثلث المعطّل، الى شهود الزور.

 

كل هذا والرئيس الحريري يعضّ على الجراح منتظراً أن يعودوا الى رشدهم.

 

أمّا بالنسبة للحلفاء، فإنّ الاتفاق على الانتخابات يكون قبل إجرائها شيئاً وبعد الانتخابات يتحوّل الى شيء آخر. وهنا نعني الحليف الأساسي، الذي لولاه لما استقبله سماحة مفتي الجمهورية في دار الفتوى. وللأسف فإنه كان يحرّض على الرئيس الحريري في الخارج.

 

أمّا الزعيم وليد جنبلاط فينطبق عليه مبدأ «ألف قلبة ولا غلبة» أي ما أن تصل الى اتفاق معه، وعند أول مفرق يتراجع ويبدأ بهجومات.

 

بالنسبة لقانون الانتخابات، فقد ظل الحريري وحده معارضاً، وبالرغم من جميع المحاولات مع من يسمّون حلفاء، كلهم استغنوا عنه وذهبوا الى قانون عجيب غريب هجين، يكفي أنه لولا ذلك القانون لما نجح «الصهر».

 

الحديث عن الطعن الذي تعرّض له الرئيس سعد الحريري، له بداية وليس له نهاية.

 

على كل حال، ما حصل حصل، ولا يمكن أن نعيد عقارب الساعة الى الوراء.

 

اليوم ينتظر ماذا سيفعل الرئيس الحريري بكل صراحة مع وجود الرئيس ميشال عون وصهره في الحكم، لا يريد الرئيس الحريري أي شيء، ولا يريد أن يشارك في أي عمل بوجود ميشال عون وصهره، حتى الانتخابات النيابية لا يريد أن يشارك فيها شخصياً ولا كـ»تيار المستقبل»، ولكن إذا أراد أي نائب من نواب المستقبل أن يشارك فله الحرية بذلك، كذلك فإنّ الرئيس الحريري باقٍ في السياسة، وكما قال: بيته مفتوح، وتيار المستقبل هو رئيسه، وعنده نواب رئيس التيار وهم: جان أوغاسبيان، وغازي يوسف، ومصطفى علوش، وساندي حلاق، وخالد ياسين، وهناك أمين عام التيار أحمد الحريري.

 

على كل حال، العهد سينتهي قريباً ولكل حادث حديث.