Site icon IMLebanon

سعد الحريري لا تحزن المسلمون أقوياء… الله معنا

 

 

دموع الرئيس سعد الحريري الحزينة والمعبرة بنهاية كلمته الوداعية من (بيت الوسط) لجمهوره من اللبنانيين مسلمين ومسيحيين؛ في كل المناطق اللبنانية؛ وتعليق عمله السياسي مع تيار «المستقبل»؛ أحدث صدمة نوعية غير مسبوقة لدى الرأي العام؛ وموقفاً تاريخياً اعتراضياً على النفوذ والاحتلال الايراني للقرار اللبناني وتحالف البعض من اللبنانيين معه؛ وترك فراغاً كبيراً لا يمكن تعويضه باستنساخ شخصيات هزيلة وهمية وبصناعة ايرانية عونية؛ للدخول الى الندوة البرلمانية؛ والسؤال المطروح بإلحاح في الاوساط اللبنانية؛ هل يمكن ان يكون موقف المسلمين من أهل السنة والجماعة من الاستحقاق النيابي القادم شبيهاً لما اصاب المكون المسيحي في لبنان عام 1992م٠

 

لانه لا يمكن ان ينهض الوطن في المدى المنظور؛ في ظل تمادي النفوذ الايراني من خلال «حزب الله» ؛ واستمرار الابتعاد العربي عن الساحه اللبنانية؛ وانكفاء الرئيس سعد الحريري وجمهوره سياسياً؛ لأسبابه المشروعة وطنياً وعربياً ودولياً، وهو في قمة شبابه وعطائه؛ وتمثيله لقطاع واسع من اللبنانيين؛ على الرغم من انه ما زال شخصياً ومع تياره السياسي الوطني، مُحتضناً ومدعوماً من الأوفياء والاصدقاء والصادقين لبنانياً وعربياً، ومنتشراً على الساحة اللبنانية الإسلامية والمسيحية معاً، من أقصى عكار والشمال، إلى أعالي جبل لبنان واقليمه والبقاع، وحتى أقاصي الجنوب في العرقوب وما حولها، وطبعاً في سيدة العواصم بيروت.

 

وبعد هذه الدموع والآلام والجراح؛ والانجازات والاخفاقات وقلة الوفاء؛ وطعنات الغدر من الاقربين والابعدين، التي عانى منها بصمت وصبر الرئيس سعد الحريري؛ لن تتمكن أية قوى سياسية لبنانية، إسلامية مستقلة أو حزبية، أو شخصية صديقة، أو قريبة في الوقت الراهن، أن تملأ فراغ حالة الانكفاء للرئيس سعد الحريري وتياره الوطني؛ التي نأمل أن تكون ظرفية، فالساحة الإسلامية والوطنية تنتظر وتتساءل: وماذا بعد هذا التعليق للعمل السياسي والانكفاء للرئيس سعد الحريري؟؟ اين هم اصحاب مشاريع استنهاض المسلمين السنة في بيروت وطرابلس وغيرهما؟ وما هي بدائلهم الموعودة؟ واين هم الامناء على الدور الاسلامي والوطني؟

 

واين حراس الوجود؛ وحملة الرسالة؟ فلا يكفي البكاء على الأطلال او تسطير كلمات ومواقف التشفي والتجني؛ وتصفية الحسابات التافه من الصغار؛ الصغار؛ وهم على موائد اللئام؛ فالشارع الاسلامي والوطني في حالة احباط ممنهج؛ واهل السنة والجماعة فيه يعيشون حالة قلق وانكسار وشعور بالاستضعاف والتهميش والتهجير؛ وشبح الاغتيالات؛ منذ اغتيال الوزير ناظم القادري وبعده الشيخ احمد عساف والعلامة الشيخ صبحي الصالح والمستشار محمد شقير والمفتي الصالح الشيخ حسن خالد، والرئيس رشيد كرامي وابعاد الرئيسين صائب سلام وتقي الدين الصلح وابراهيم قليلات؛ وجريمة العصر بالرئيس رفيق الحريري والنائب وليد عيدو؛ واللواء وسام الحسن ومعه الرائد وسام عيد ؛ وغيرهم الكثيرين؛ وليس آخرهم الوزير المستشار محمد شطح؛ وما بدلوا تبديلا.

 

الكثيرون يرون وبعد هذه التراجيديا الوطنية الحريرية؛ ان المسلمين في لبنان ما زالوا اقوياء بايمانهم ووطنيتهم وعروبتهم؛ ينكفئون ولا ينكسرون فهم امتداد للامة مهما قويت عواصف خصومهم محلياً واقليمياً. والاحتضان الوطني والعربي مجدداً لنهوضهم من كبوتهم؛ يبقى الخطوة الأولى التي لا بديل عنها، لاخراج لبنان مما هو فيه، من امراض عونية ومستنقعات ايرانية بنفوذها القاتل؛ ليتمكن المخلصون؛ من اعادة بناء الدولة الوطنية اللبنانية القادرة والعادلة. وبعد هذا وذاك؛ سعد الحريري الغائب الحاضر؛ لا تحزن المسلمون أقوياء؛ ان الله معنا.