Site icon IMLebanon

أوقف بكاءك ..واجه و قاوم رسالة مواطن سيادي إلى سعد الحريري

 

دولة الرئيس

 

بما أنّك استذكرت كلام المرحوم الوالد واستشهدت به، كان لي الفرصة بإستذكار تلك المرحلة مع من كان قريباً من والدك في تلك الحقبة.

 

بالمختصر أنت  ذكرت أن البلد يعاني من الاحتلال الإيراني متناسياً أن هذا الاحتلال سمّاك أكثر من مرّة لتَوَلّي رئاسة الحكومة وتشاركت معه أكثر من ١٠ حكومات والإحتمالات أربعة:

 

١-أنك كنت تدري وتغاضَيت لتجنيب لبنان مصائب وهذا يصب في خانة التعامل مع إحتلال وبالتالي فشل أوّل تجربة مع هذا الاحتلال تحتّم عليك عدم خَوض أُخرى بدلاً من خوض تجربة ١٠ حكومات أُخريات.

 

٢-أنك كنت تدري وتغاضيت لتحنيب نفسك مصير والدك فبذلك فداحة أكبر و أسوأ إذ إنه كان يمكنك العزوف من حينها وليس اليوم.

 

٣-أنك كنت تدري وتغاضَيت لتقسيم المكاسب وهذه خيانة عظمى وكلّ تعامل مع العدو يعطي المتعامل صفة العَميل.

 

٤-أنك لم تكن تدري وهذه فضيحة لا تسمح لك بالتفكير ثانيةً بالسياسة.

 

سلّمنا جدلاً بالأسباب، العبرة أنك اليوم ذكرت الإحتلال لأكثر من مرّة ولم تذكر أنك ستواجهه!

 

هنا أسأل: أين المسؤوليّة الوطنيّة؟  وهل ستترك شعب لبنان تحت وطأة هذا الإحتلال أم ستنضم للمواجهة التي أطلقها المجلس الوطني اللبناني لرفع الاحتلال الإيراني؟

 

رفيق الحريري قال هذا الكلام الذي كررته وإستشهدت به في شهر ١٠ من سنة ٢٠٠٤ وأعلن المواجهة!

 

صحيح أنها كلفته حياته بعد ٤ أشهر لكن الشهادة هي واحدة من مخاطر مهنة السياسي وقد سبق والدك قافلة من الشهداء من رياض الصلح إلى بشير الجمَيّل ورينيه معَوّض وداني شمعون ولائحة طويلة و الشهادة أيضاً لم تنتهِ مع  رفيق الحريري فكانت لائحة شهداء الأرز خير دليل.

 

أضحوا أبطالاً تحت التراب لأنهم رفضوا الاحتلال… وهم على كراسيهم.

 

الغلط تتم مواجهته بضغط أكبر مقابل و الاحتلال تتم مواجهته بالمقاومة!

 

خطابك مؤثر عاطفياً لكن السياسة ليست عاطفة وهكذا خطاب لا يبني وطناً ولا دولة والخشية أن يبقى حبراً على الأوراق وتطويه الأيّام نسياناً.

 

أطلالتك أمس وفّرت زخماً عاطفياً يرضيك حتماً ولطالما سعيت إليه.

 

اليوم دخلنا الفراغ الكبير الذي ينتظره الكثيرون وخصوصاً محور الممانعة الذي لم يتعرض لأية مواجهة بعد.

 

لبنان بحاجة إلى رجالات بحجم الصعوبات.

 

فقد واجه من رفض التمديد لأميل لحّود ورفض انتخاب ميشال عون ومن يطلق كل يوم شعار مقاومة الإحتلال و يتعرّض للتهديد سياسياً وشخصياً.

 

إنسحبت! هذا خيارك، لكن لا يمكنك البكاء كالأطفال على وطن لم ولن تدافع عنه كالرجال…