IMLebanon

هل علّق الحريري عمل تياره السياسي بالفعل؟ وماذا عن حركة الأحمدين؟

 

 

هل أتى تعليق رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري عمله السياسي بمثابة عنوان عريض لسلسلة مواقف واتّجاهات سياسية ينوي الرجل أن يخطوها في المرحلة المقبلة، إزاء الحلفاء والخصوم معاً على الساحة السياسية الداخلية؟ هذا التساؤل بات مشروعاً أمام تطوّرات ومواقف انتخابية لقيادات أساسية في «المستقبل» منذ خطوة الحريري وحتى اليوم.

 

وفي هذا السياق، تتساءل أوساط سياسية متابعة عن مغزى خطوة الحريري وجدّيتها، في وقت تحوّل فيه هذا التعليق إعلاناً صورياً لم يلتزم به إلا الحريري نفسه وعمّته بهية، وبات نواب كتلة «المستقبل» النيابية بمعظمهم بمثابة حلفاء في الكتلة غير معنيين بالحريري وبقراراته، وينوون جميعهم الترشّح.

 

وما يطرح المزيد من التساؤلات حركة الأحمدين: أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري ورئيس «جمعية بيروت للتنمية» أحمد هاشمية على خط التحضيرات الإنتخابية. وتشير المعطيات هنا إلى أن أحمد الحريري يعقد في منزله في بيروت لقاءات مع مرشحين للانتخابات من مختلف المناطق التي يمثل فيها «المستقبل» ثقلاً شعبياً، ويدخل على خط تدوير الزوايا في ما خص تأليف اللوائح وعقد التحالفات. وتوقّفت مصادر متابعة أخيراً عند اللقاء الذي عقد قبل أيام في منزل النائب هادي حبيش في أدما، وجمع إليه كلاً من نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي وأحمد الحريري، لتطرح جملة تساؤلات ومنها: هل هذا الإجتماع السياسي الضيق أتى من باب المشاورات والتنسيق الإنتخابي لتقديم الدعم المستقبلي للفرزلي في الإنتخابات وفاءً له على وقوفه إلى جانب الحريري في الأشهر الأخيرة؟ وهل هناك تحالف معيّن ينسج خلف الكواليس؟ وهل الإجتماع انعقد بعلم سعد الحريري أم لا؟

 

بالتوازي، لا بدّ من الإشارة إلى دور أحمد هاشمية قبل يومين بجمع نائب المنية في كتلة «المستقبل» عثمان علم الدين مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في مسعى من هاشمية لضمّ علم الدين الذي تربطه به علاقة وطيدة، إلى لائحة ميقاتي في دائرة الشمال الثانية بدل كاظم الخير الذي سبق وترشّح على لائحة الأخير في العام 2018 ولم يحالفه الحظ.

 

وعلمت «نداء الوطن» أنه خلال زيارة رئيسة كتلة «المستقبل» بهية الحريري ونجلها أحمد إلى أبو ظبي أخيراً ولقائهما سعد الحريري، تمّ الإتفاق على دعم ترشيح المهندس يوسف النقيب في صيدا بعدما أسقط الحريري الحُرم على عمّته ونجلها أحمد بعدم الترشّح. وهنا يُطرح السؤال: هل ينسّق نواب «المستقبل» وكوادره ترشّحهم مع الحريري بالفعل؟ وهل جاءت استقالة مصطفى علوش بالتنسيق مع الحريري؟ وهل أراد الأخير من تعليق عمله السياسي إخراج عمّته ونجلها من الواجهة استكمالاً لما قام به في 2018 عندما تخلى عن نجلها نادر؟ ما يعزّز هذه الفرضيات كلام للحريري نفسه قاله أمام بعض زوّاره في زيارته الأخيرة لبيروت بأنه «عائد بعد الإنتخابات ليمارس العمل التنظيمي الشعبي بشكل أفضل وأوسع».

 

وفي شأن حراك الأحمدين، يسأل متابعون: «هل جاء هذا الحراك للقوطبة على حراك الرئيس فؤاد السنيورة الإنتخابي؟ أم محاولة من الإثنين لحجز مكان سياسي لهما في مرحلة ما بعد الإنتخابات في حال قرّر الحريري حلّ تيار «المستقبل»؟

 

كلّ هذه التساؤلات لا توصل إلّا إلى جواب واحد: تعليق «المستقبل» العمل السياسي أصبح في خبر كان، بانتظار أن تحدّد الأيام المقبلة الخيط الأبيض من الخيط الأسود.