ميقاتي يتحاشى التنسيق مع السنيورة وهمّ الحريري إسقاط أشرف ريفي ! –
فيما كانت الضبابية لا تزال تلف المشهد على الساحة السنية اتى مؤتمر الرئيس فؤاد السنيورة ليكشف كل الاوراق ويعلنها مواجهة مفتوحة لقرار سعد الحريري من دون الحاجة للتلفظ حتى بكلمة مواجهة، فيكفي الاستماع للرئيس السابق للحكومة واحد ابرز نادي رؤساء الحكومات السابقين، فؤاد السنيورة، يعلنها «معركة نكون او لا نكون» وانخراطا كاملا بهذا الاستحقاق ولو انه عزف، مكرها، عن الترشح شخصيا.
كسر السنيورة قرار الحريري، كلاميا، او بتعبير ادق دعا السنيورة لكسر قرار الحريري الذي طلب من نوابه عدم المشاركة باسم المستقبل فاعلن الانخراط بهذا الاستحقاق، دون الترشح، بمختلف المناطق من العاصمة الى صيدا والبقاع فالشمال.
اصر السنيورة على ان حراكه ليس انقلابا على قرار الحريري وسياسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بل استمرارية لهذه المدرسة، وان انخراطه بالاستحقاق هو منعا لتزوير التمثيل ومنعا للطارئين وتجنبا للفراغ، لكن الكلام شيء والواقع شيء اخر، فمعلومات الديار من مصادر موثوقة تدور في فلك المستقبل تؤكد بان السنيورة حسم قراره بعدم الترشح بعدما ايقن ان كل محاولاته الداخلية ولاسيما على الساحة الشمالية ومن بينها محاولته دعم لائحة تضم من يدور بفلك المستقبل الى جانب القوات واللواء اشرف ريفي فشلت بعدما رفض نواب المستقبل ممن ترشحوا الدخول بلائحة مدعومة من السنيورة وفيها اشرف ريفي، ولاسيما ان معلومات الديار تكشف ان همّ الحريري شمالا بعد ازاحته السنيورة هو قطع الطريق على وصول اللواء اشرف ريفي. فبعدما اعلنها السنيورة معركة «نكون او لا نكون» وجّه نواب المستقبل له ضربة قاضية بمعية مصطفى علوش فبعثوا بما يشبه الرسالة التالية: « لا نكون… معك»!
الى فشل محاولاته الداخلية شمالا، ساهم فشل السنيورة بالحصول على مباركة خارجية قوامها ضوءا اخضر سعوديا انتظره طويلا، دون ان يأت، بحزم امره بعدم الترشح، والا فلم لم يترشح شخصيا طالما اعلن امس انه سينخرط بالاستحقاق الانتخابي بكل تفاصيله؟ تسال المصادر المستقبلية.
اكثر من ذلك يؤكد مصدر بارز في المستقبل، ان هناك امتعاضا من حركة السنيورة الذي، وما ان قال الحريري كلمته، حتى تحرك محاولا ان «يرثه» سياسيا ويتزعم الساحة السنية مستغلا غياب الممثل الاقوى للطائفة السنية، والامر بدا واضحا من مؤتمره الصحافي الاول الذي حاول خلاله جس نبض ترشحه بديلا عن الحريري قبل ان يعدل في مؤتمره امس، نتيجة الامتعاض السني الذي لاقاه كلامه الاول.
ويجزم المصدر بان السنيورة لم يجد له مكانة شمالا بعدما قطع نواب الازرق ممن ترشحوا من طرابلس الى عكار والمنية الضنية ومن ابرزهم سامي فتفت وعثمان علم الدين وهادي حبيش وكذلك القيادي السابق في تيار المستقبل مصطفى علوش الطريق على السنيورة ولاسيما ان علوش رفض كسر قرار الحريري على الساحة الطرابلسية وترؤس لائحة مدعومة من السنيورة فقرر ان يكون مبدئيا بلائحة تضمه الى سامي فتفت وعثمان علم الدين، ولو ان الاخير(علم الدين) لم يحسم امره بالنسبة للائحة بعد.
هذه الاجواء تقاطعت مع ما اوضحه علوش في اتصال مع الديار اذ قال : اتفهم قرار السنيورة ومخاوفه لكنني بالتأكيد لا اخوض المعركة الانتخابية لكسر قرار الحريري بل لتخفيف الضياع وعبء الغياب عن الساحة السنية ومنعا للطارئين واصحاب رؤوس الاموال والتابعين لحزب الله من السيطرة على المقاعد. ويفهم من كلام علوش انه لن يكسر قرار الحريري ويكون بلائحة مواجهة لقراره.
ابعد المستقبل «السنيورة» شمالا لكن الاخير عازم حتى اللحظة على خوض المعركة في مناطق اخرى ابرزها على الساحة البيروتية، اذ تشير المعلومات الى انه سيدعم لائحة في بيروت بوجه حزب الله وكذلك فؤاد مخزومي على ان يتراسها الوزير السابق خالد قباني الذي قدم ترشيحه امس علما ان اجواء الاخير افادت الديار بان العائلات البيروتية التي تواصل معها السنيورة هي التي زكته لترؤس اللائحة التي ستضمه الى شخصيات اخرى بالتحالف مع الاشتراكي .
وسط هذا المشهد اين يقف نجيب ميقاتي الذي كان اعلن بالامس العزوف عن الترشح مع دعوة للمشاركة ترشيحا واقتراعا؟ على هذا السؤال يجزم مصدر مقرب من ميقاتي عبر الديار بان رئيس الحكومة لن يقدم على اية خطوة من شأنها ان تستفز اي طرف ولاسيما الحريري، مؤكدا ان هناك مروحة اتصالات يقودها الرئيس ميقاتي لكن لا اتفاق على اي شيء بانتظار نهاية الشهر الحالي وتحديدا 4 نيسان، وبالتالي فمن السابق لاوانه حسم اي امر!
كلام المصدر المقرب من ميقاتي تقاطع مع ما اكدته اوساط بارزة مطلعة على الجو السني للديار ومفاده بان ميقاتي يدرك تماما وهو فهم الرسالة بان اي تنسيق انتخابي مع السنيورة يعني حكما مشكلة مع سعد الحريري، وميقاتي المعروف عنه «انه اذكى» من ان يستدرج لمشكلة سياسية مع الحريري فاعتمد سياسة «كسرا وجبرا» اذ ساير الحريري باعلان العزوف عن الترشح ولم يدع في الوقت نفسه لمقاطعة الانتخابات لا ترشيحا ولا اقتراعا فاصطف بموقفه هذا الى جانب المفتي دريان الذي كان اكد الا مقاطعة سنية.
وفي هذا الاطار يكشف مصدر مطلع على حركة اتصالات ميقاتي الانتخابية بان الاخير يحاول تشكيل لائحة يدعمها قوامها علي درويش وسليمان عبيد ، ابن الراحل جان عبيد، وكاظم الخير ويصب جهوده لضم كريم كبارة للائحة الا ان هذه المحاولة (ضم كبارة) لم تنجح حتى اللحظة.
على اي حال هي ساعات قليلة ويقفل باب الترشيح وبعدها لكل لائحة حديث! يختم مصدر سياسي بارز.