تبيّـن بأنّ الزعيم الحقيقي الوحيد لأهل السنّة في لبنان هو الرئيس سعد الحريري. ونستطيع القول إنه زعيم من دون أي منافس.
لا نقول هذا الكلام تحدّياً لأحد… ولا نقوله لأنّ لنا فيه مصلحة خاصة، بل نقوله لأنّ قول الحقيقة في هذه الأيام أصبح نادراً..
اللبناني… ولا أذم أو أمدح أحداً، يؤمن بقاعدة، أعتبرها الأسوأ في التاريخ، يتميز بها الشعب اللبناني.. إذ انك تقول إنّ فلاناً آدمي، ما يعني انه «مسطول غبي»، أما إذا كان سارقاً أو لصاً أو ابن حرام، فيقولون عنه ذكياً. وللأسف هذه هي القاعدة لقياس الناس في لبنان.
بالعودة الى الانتخابات النيابية التي ستُجرى، إنْ قدّر ربّ العالمين لها أن تحدث في 15 أيار. فإنّ علينا أن نتوقف عند بعض الملاحظات:
أولاً: يتبيّـن في الساحة الشيعية ان هناك اتفاقاً سرمدياً بين الرئيس بري وحزب الله.. وأظن ان الوضع محسوم شيعياً بالرغم من ان هناك معارضة حقيقية لكنها «مقموعة».. فعامل السلاح يمنع أي شيعي من التفوّه ولو بكلمة. والأموات الشهداء يشهدون على ذلك، والدليل مقتل لقمان سليم.
ثانياً: على صعيد أهل السنّة فإنّ الرئيس سعد الحريري أعلن عزوفه عن الترشح، والأسباب معروفة. اما بالنسبة للرؤساء نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام فالأسباب غير معروفة، والمعروف غير مقنع لعدم ترشحهم… خاصة وأنّ الرؤساء الثلاثة الذين ذكرتهم، أوضاعهم المالية والحمدلله «سوبر جيدة»، ولكن المشكلة عندهم انهم لا يحبون صرف «الفلوس» على موضوع تافه كالانتخابات.
وهذه الظاهرة هي الأولى في تاريخ أهل السنّة ولا أعلم كيف أبرّرها.. ولا أجد أي تفسير لها خاصة وأنّ الزعماء السابقين كانوا يخوضون الانتخابات حتى ولو استدانوا من البنوك أو بعد بيع أراضيهم وأملاكهم.
وعلى ما يبدو فإنّه في هذه الأيام أصبحت مصاريف الانتخابات عالية ومكلفة.
ثالثاً: ماذا عن المسيحيين؟.. كما هو معلوم فإنّ المسيحيين منقسمون على بعضهم البعض، حتى ضمن العائلة الواحدة كعائلة آل الجميّل وما يجري بين الشيخ سامي والشيخ نديم والآنسة يمنى اكبر دليل على ذلك.
أما «القوات اللبنانية» فيظن رئيسها أنّ الانتخابات التي ستُجرى ستغيّر التاريخ.. هذا أولاً، كما يعتقد أنه سيحقق إنجازات كبيرة.. ولكن يتبيّـن انه خسر أهم حليف له وهو الرئيس سعد الحريري. أما إذا كان يظن ان الوزير أشرف ريفي سيعوّض له، فنقول له: هل يستطيع الوزير ريفي ان يدعوك الى طرابلس؟ فهناك شعارات رفعت في طرابلس بأنك قتلت الرئيس رشيد كرامي، كذلك تفيد المعلومات أن هناك خسائر عند «التيار الوطني الحر» ولكن هل يظن الدكتور جعجع بأنه سيحصل على الأصوات المفقودة…؟ تفيد المعلومات انه سيخسر 3 أو 4 مقاعد من عدد النواب في كتلته اليوم وأتمنى ان تكون هذه المعلومة خاطئة.
كذلك فإنّ خسارة «القوات» للرئيس سعد الحريري سوف تلمسها «القوات» لمس اليد عند صدور نتائج الانتخابات وسوف يرى الدكتور جعجع ذلك.
اما «التيار الوطني الحر» فهو في حالة انحطاط لا يحسد عليها لأنّ كل الشعارات التي رفعها تبيّـن انها كاذبة، والفشل هو العنوان الوحيد للتيار بعد 5 سنوات ونصف السنة من الحكم… هذه الخسائر تبدأ بالكهرباء التي فشل بها الوزير جبران باسيل وكلف الدولة خسائر بـ65 مليار دولار، أما في وزارة الاتصالات فقد تراجع مدخولها الى النصف بسبب التعيينات التي أقدم عليها من أجل الانتخابات.
اما ما حصل على صعيد البنوك والمال والوضع الاقتصادي، فهنا الطامة الكبرى.. إذ كما قال فخامة رئيس الجمهورية: «اننا ذاهبون الى جهنم» نقول له أيضاً: «وبئس المصير». إذ ان ما حصل في عهدك الفاشل لم يحصل في تاريخ لبنان ولا في أية دولة في العالم. والأنكى ان فخامته يحاول أن يفتش عن كبش محرقة يجعله سبباً لفشله، ونحن نذكره بالتاريخ وبأنّ الرئيس سليمان فرنجية عام 1970 وانتقاماً من الشهابية حاول أن يحاكم ضباط «المكتب الثاني» الذين كان يتهمهم بتفشيل الدولة واستعمال المعزوفة نفسها التي يستعملها الفاشلون في إدارة الدولة بأن يرموا فشلهم على غيرهم.
في النهاية وبعد محاولة وضع ضباط «المكتب الثاني» وعلى رأسهم غابي لحود والمرحوم سامي الخطيب والمرحوم سامي الشيخة وجان ناصيف ونعيم فرح كلهم في السجن تبيّـن انها اتهامات باطلة، وفي غيابهم سقطت الدولة وبدأت الحرب الأهلية اللبنانية وما زلنا منذ ذلك اليوم نعيش حروباً لا تنتهي فما أن تنتهي حرب حتى تبدأ حرب أخرى.