IMLebanon

بين الرئيس عون والحريري تمايز كبير بري وجنبلاط وجعجع وفرنجيّة يدعمونه

 

رغم أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يرفض علناً تأييد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الا أنه يُؤيّده ضمناً لرئاسة الحكومة، شرط أن يُؤلّف حكومة لا يُسيطر عليها «التيار الوطني الحر» ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وان لا يكون وزراؤها مُنتمين الى احزاب سياسية او يُؤيّدونها، كي يستطيع الحريري تنفيذ خططه بالإصلاح بسرعة والنجاح في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بعيداً عمّا يعتبره جنبلاط «عراقيل الوزير جبران باسيل».

 

أما رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي يرفض تأييد الحريري، فإنه ضمنيّاً يُؤيّد تسمية الحريري، لكنه لم يعد يثق بعهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ولا يُريد الاشتراك بالحكومة، وبذلك، مع غياب الحريري عن تأليفها، يضع الدكتور سمير جعجع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مأزق التأليف. خصوصاً، وأن تأليف الحكومة التي ألّفها الرئيس عون مع حزب الله اضطرت الى الاستقالة تحت موجة احتجاجات شعبيّة، و بالتالي، يُريد جعجع إبقاء الرئيس عون في مأزق التأليف خارج مشاركة الحريري وجنبلاط والقوات وحزب الكتائب، وهو يعرف أن الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله يُؤيّدان الحريري مع «اللقاء التشاوري» الى حدّ ما.

 

ومن هنا، عدم تأييد ترشيح رئيس الحكومة السابق سعد الحريري هدفه احراج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في تأليف الحكومة.

 

أما الوزير السابق سليمان فرنجية وكتلته مع الحلفاء، فإنه يُؤيّد ترشيح سعد الحريري لرئاسة الحكومة في كل الظروف، شرط أن يُخفّف من حصة «التيار الوطني الحر»، وأن يستطيع المجيء بفريق مُتجانس يختاره الحريري شخصيّاً.

 

الاستشارات اذا جرت يوم الاثنين، فإن الثنائي الشيعي سيُعطي 27 صوتاً للحريري، والرؤساء السابقون النواب سيُعطون 7 أصوات للحريري، و«اللقاء التشاوري» المؤلف من 10 أعضاء قد يُعطي الحريري أيضاً، لكن الامر ليس مُؤكداً. واذا كان الحريري عزف عن ترشيح نفسه لعدم تحديد موعد للاستشارات وبسبب سير رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالتأليف قبل التكليف، فإن كتلته قد تعلن تأييدها لترشيح الحريري، وبهذه الحالة ينال الاكثريّة من الأصوات.

 

المفاجأة جاءت من مندوبة الـ «OTV» وهو تلفزيون «التيار الوطني الحر» حيث أفادت من قصر بعبدا ان التيار قد يُؤيّد ترشيح السيد نواف سلام، وهذا الامر لا يُوافق عليه حزب الله، وبهكذا كلام يصدر عن محطة مُؤيّدة للتيار الوطني الحر، هنالك شيء من الغرابة والمفاجأة في إقرار التيار بأن يُرشح نواف سلام الذي لا يُريده حزب الله. اشارة، انه كانت صدرت أصوات قريبة من الحريري تؤيد ترشيح نواف سلام لرئاسة الحكومة، لكن هناك «فيتو» كبير على اسمه، لان السفير نواف سلام أميركي الهوى.

 

هذه المرة سعد الحريري ليس محشوراّ، لكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مُحرج بالنسبة لتأليف الحكومة نظراً لضغط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالإسراع في تأليفها واجراء الإصلاحات بسرعة.

 

وماكرون نسّق مع واشنطن، وباريس وواشنطن تؤيّدان ضمناً وصول الحريري لرئاسة الحكومة. وكذلك السعودية، انما ببرودة، لان الولايات المتحدة أعطت إشارة للسعودية لتأييد الحريري، الذي هو قريب من السعودية وغالبية دول الخليج أكثر من غيره.

 

الوزير باسيل لا يُريد أن تذهب وزارة الطاقة الى وزير يختاره الحريري، بل يُريد أن تبقى من ضمن حصّة التيار الوطني الحر.

 

وأكبر المعارك بين الحريري والتيار الوطني الحر ستكون على وزارة الطاقة، حيث الحريري لن يتنازل عنها لانه يُريد حلّ مشكلة الكهرباء نهائيا، وتحريك اعطاء امتيازات النفط والغاز لشركات دولية عبر مُناقصات شفافة.

 

كما أن الحريري مُتمسّك ببقاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بينما العهد أطلق تدقيق حسابات جنائية بحق المصرف، ولم يقم بإطلاق تدقيق حسابات عادية، وهذا يعني أن هدف التدقيق الجنائي تطيير رياض سلامة من منصبه، وهو أمر لا يقبل به الحريري ابداً.

 

يبقى أن الرئيس عون اتفق مع بري على تحديد يوم الاثنين موعداً للإستشارات، وأن تنتهي في يوم واحد، إلا إذا اضطر عون الى تمديد عقد الجلسات حتى يوم الأربعاء.