Site icon IMLebanon

غاب الرئيس سعد الحريري … فانتصر «حزب الله»

 

 

لا أسمح لنفسي أن أكون «مُبَصّراً» كي أقول إنني كنت أعرف نتائج هذه الانتخابات، منذ اللحظة الأولى التي أعلن الرئيس سعد الحريري فيها من منزله في «بيت الوسط»، عزوفه عن الترشح للانتخابات، طالباً أيضاً من أعضاء تيار المستقبل أن يفعلوا ما فعله هو.

 

منذ تلك اللحظة كنت، أتداول مع بعض الزملاء والأصدقاء، وبعض الفعاليات السياسية والاقتصادية، عن خطورة هذا القرار الذي اتخذه الرئيس الحريري وتأثيره خاصة على  أهل السنّة في الانتخابات، وعن عدد كبير من الحلفاء الذين يحتاجون الى الصوت السنّي، خاصة في المناطق المسيحية… وهنا لا تنسوا وليد بك جنبلاط، لأن أكبر المتضررين من انسحاب الرئيس الحريري هو وليد جنبلاط، ويأتي ثانياً الدكتور سمير جعجع، وسيكون الرابح الوحيد هو حزب الله، اما وقد حصلت الانتخابات، فلا بد من البحث في بعض النقاط التي تسبب بها عزوف الرئيس الحريري عن الترشح:

 

أولاً: تبيّـن انه من دون أي منافس يصبح الامر مختلفاً، ونستطيع القول إنّ الرئيس الحريري هو الاول في طائفته ويأتي من بعده بمرحلة بعيدة البقيّة.. وكي لا أفتح المجال للتكهّن، أستطيع القول إنّ رؤساء الحكومات السابقين بعيدون لسبب معيّـن. فالرئيس فؤاد السنيورة، الذي وللأسف، فقد قوته وتأثيره لأن موضوع المال يعني الكثير له، وهو يقضي الساعات بالتنظير في وقت ان المواطن بحاجة الى دواء وإلى ربطة خبز لعائلته وإلى إدخال ابنه أو أمه أو أحد أقرب الناس إليه الى المستشفى… وهناك الكثير للتحدث في هذا الموضوع.

 

ثانياً: عندما نتحدث عن الرئيس السابق فؤاد السنيورة، علينا أن لا ننسى دولة الرئيس نجيب ميقاتي. فبالرغم من ان ثروته تبلغ 5 مليارات من الدولارات، فلو وزع الخُمس او الزكاة المفروضة عليه شرعاً كما يصر ابن شقيقه الكبير عزمي لتغيّر الموقف، في الوقت الذي يرفض هذا التبرّع. لقد ابتعد عن الترشّح خوفاً على «المال» الذي سيضطر الى صرفه، وخاصة لا تنسوا ان الرئيس الحريري عزف عن الترشح أيضاً لذلك، لو بقي الرئيس الحريري مرشحاً لكان ميقاتي دخل مع الرئيس الحريري لأنّ الأخير هو الذي سيدفع تكاليف الانتخابات ويكون الرئيس نجيب ميقاتي فاز بمقعد نيابي «ببلاش».

 

ثالثاً: لا أزال لا أعرف ولا أفهم موقف الرئيس تمام سلام، خاصة وأنه رجل عاقل وموزون وقريب من الناس وصادق وعنده كل الصفات المطلوبة ليحبه الناس. أما سبب عدم ترشحه فلا أزال أعتبر انه قرار خاطئ مئة بالمئة.

 

رابعاً: كل الحملات التي شنّت على الرئيس الحريري لأنه قدّم تنازلات.. حملت كلاماً غير صحيح، منها انه هو المسؤول عن مجيء فخامة الرئيس ميشال عون رئيساً… وهنا أريد أن أذكّر الجميع بأن الذي أتى بفخامة الرئيس ميشال عون رئيساً هو «اتفاق معراب»، خاصة وأنّ الرئيس الحريري وجماعته نزلوا الى المجلس النيابي لانتخاب الدكتور سمير جعجع 52 مرة.. ولكن كما هو معروف فإنّ «حزب الله» منع اكتمال النصاب.

 

قبل أن أختم مقالي لا بد من أن أتوقف عند آخر تصريح لفخامة الرئيس بأنه مرتاح لأنه ترك للرئيس الجديد «أي المقبل» خارطة طريق للمستقبل.

 

والله يا فخامة الرئيس عَيْب ومضحك هذا الكلام، كل ما تركته يا فخامة الرئيس ان عهدك هو أفشل عهد في تاريخ لبنان لذلك… ماذا تقول للرئيس القادم؟