عاد نبض “تيار المستقبل” ليرتفع في اليومين الماضيين من بوابة السجالات الداخلية بين الحزبيين الحاليين وحزبيين مستقيلين، اذ يصب قياديو “المستقبل” حالياً “جام غضبهم” على كل من خرج من “عباءة” رئيسه سعد الحريري، وترشح خلافاً لإرادته وقراره بمقاطعة الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً. وكذلك ارتفعت نبرة “المستقبل” في ملف تقسيم بلدية بيروت.
وفي حين يشارك قياديو الصف الاول في “التيار الازرق” في العديد من النشاطات الحزبية والمناسبات الاجتماعية وفي المناطق بصفة حزبية وشخصية، الا انه من الواضح تماماً ووفق اوساط قيادية في “المستقبل”، ان الزخم الحزبي مؤجّل الى ما بعد المؤتمر العام، والذي كان مقرراً في ايلول، وقبل اشهر من الانتخابات وقرار الرئيس الحريري بتعليق العمل السياسي والنيابي والحكومي. ولكن بعد اعلان الحريري قراره، يبدو ان الامور تتجه الى تأجيل المؤتمر الحزبي العام الى ما بعد نهاية الانتخابات الرئاسية في 31 تشرين الاول المقبل.
وتشير الاوساط الى ان المؤتمر قد يعقد في ربيع العام 2023، اذا سارت كل الاستحقاقات على طبيعتها وانتخب رئيس جديد للجمهورية في وقته الدستوري، وكذلك شكلت حكومة جديدة لتشكيل انطلاقة فعلية للعهد الجديد والبلد.
وتشير الاوساط الى ان التواصل موجود داخل “المستقبل” في لبنان، والتواصل مفتوح مع الحريري وقت الضرورة في الخارج، ولكن الحريري “خارج السمع” الحزبي والسياسي وليس “منغمساً بزخم”، حالياً في التفاصيل الحزبية واللبنانية.
ورغم ذلك، تقول الاوساط ان الحريري و”المستقبل” لم يخرجا من المعادلة السياسية والتركيبة اللبنانية ، رغم خروجهما من البرلمان والحكومة، ومن الطبيعي ان يقوم الحريري بمراجعة شاملة لكل قراراته قبل الانتخابات، ولا بد من قراءة معمقة لنتائج الانتخابات وتداعيات قرار مقاطعتها ترشيحاً واقتراعاً، وكذلك قراءة معمقة لنتائجها وتداعياتها على البيئة السنية عموماً وبيئة “المستقبل” خصوصاً. وتلفت الى انه من الطبيعي ايضاً، ان تكون هذه القراءة واتخاذ القرارات الملائمة لاستئناف العمل السياسي والحزبي، وكيفية التعاطي مع المرحلة المستقبلية في ظل عهد جديد وحكومة جديدة.
وتشير الاوساط الى ان هناك رأيا وازنا داخل “المستقبل” يرى ان لا طائل من العمل في ظل “عهد متهالك، والكل ينتظر بفارغ الصبر رحيله”، وهو يشكل “عبئاً عليه وعلى جمهوره وعلى اللبنانيين”. وتضيف: “المستقبل” ورئيسه ومنذ فك التسوية الرئاسية وتصاعد السجالات بين الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل واعتذار الاول عن تشكيل الحكومة، باتا متأكدين ان “لا امل ولا طائل من التعامل مع هذا العهد الذي يديره باسيل، وانه لا يمكن البدء بمرحلة جديدة مع عهد اصبح من الماضي”.
وتؤكد الاوساط ان الخصومة والقطيعة واضحة اليوم بين “المستقبل” “والقوات” من جهة ، لا سيما ان الحريري يرى ان رئيس حزب “القوات” سمير جعجع تخلى عنه في اكثر من مناسبة، ودعوته الى الاستقالة في الرياض وتأييدها والتحريض عليها، الى الاستقالة من الحكومة في العام 2019 ، وصولاً الى عدم تسميته لتأليف الحكومة وافشال وصوله الى السراي مرة جديدة.
في المقابل، تؤكد الاوساط ان لا تواصل مع “التيار الوطني الحر” ، والذي بدوره لم يقصّر في إحراج الحريري وعزله واخراجه من الحياة السياسية، ومحاولة تطويقه بكل السبل لتحصيل مكاسب على حساب “المستقبل” لمصلحة باسيل وتياره.
وقد عاد “تيار المستقبل”، الى لغة السجالات عبر موقف لامينه العام احمد الحريري الذي انتقد اقتراح القانون الذي تقدم به نواب من “التيار الوطني الحر” لتقسيم بلدية بيروت الى بلديتين اي بلدية مسيحية واخرى اسلامية، اي العودة الى نغمة التقسيم لبيروت بين “شرقية” وغربية”، وترى الاوساط ان هذا الامر لن يتحقق في ظل معارضة قوية له من “الثنائي الشيعي”، ودار الفتوى و “المستقبل” وكذلك “الاشتراكي”، بينما يؤيده كل من “القوات” و”الكتائب” من بوابة المزايدة المسيحية.