Site icon IMLebanon

هل خسر الحريري الشارع السني؟ 

 

 

انتهت مباريات كأس العالم بسكرتها التي الهت اللبنانيين شهرا، لتأتي الفكرة ويصحى الجميع على وضع اكثر ترديا، واحداث سبقتهم، مرت او مررت في غفلة، حملت معها الكثير من الرسائل والتداعيات، منها المرتبط بالحياة اليومية كانتخابات مفتي المناطق، ومنها ما هو اكبر واعظم كحادثة «العاقبية»، وبين الاثنين دولار يحلق ومحروقات ترتفع اسعارها، وقطاعات ما كان ينقصها سوى بدعة الدولار الجمركي لتنهار، فيما الرئاسات وشغورها في خبر كان، «ما حدا همو»، وسط عودة الحديث عن انفجار اجتماعي –امني.

 

ولعل من ابرز نتائج «ثورة 17 تشرين»، كان خروج سعد الحريري من السلطة، وبعدها من الحياة السياسية لاسباب مختلفة، وهو ما وضع الشارع السني في مرحلة من انعدام التوازن ،رغم ان الصبغة العامة لهذا الشارع بقيت زرقاء، الا ان الامور على ما يبدو بدأت تأخذ منحى آخر منذ الانتخابات النيابية الاخيرة، وتجلى في انتخابات المفتين، التي وان قيل ان لا سياسة فيها، الا ان بصماتها كانت حاضرة جليا،خصوصا في ظل الخلافات الحالية داخل «نادي الاربعة» وانقسامهم بين المرشحين لرئاسة الجمهورية، واصرار الشيخ سعد امام كل المتصلين به على ان لا يورطوه في المشاكل اللبنانية.

 

مصادر دار الفتوى نفت ان تكون في وارد اقصاء احد، مشددة على وقوفها على الحياد، متحدية مَن يطلقون الاشاعات عن اثبات تحيّزها لاي كان، معتبرة ان مفتي الجمهورية صادق وفقا للاصول والقانون على ما افرزته صناديق الاقتراع من نتائج، والتي جاءت نتيجة لتصويت الهيئات الناخبة في المناطق والتي احترم «سماحته» اراداتها، بعيدا عن اي تأثير داخلي او خارجي، نافية حصول اي تدخلات او تعرّض دار الفتوى لاي ضغوط من اي جهة كانت، مشيدة بالنتائج وبالاشخاص الذين اختيروا لتولي المناصب.

 

من جهتها، اوساط مقربة من «تيار المستقبل» اشارت الى الرئيس سعد الحريري غير معني بما جرى خلال هذه الانتخابات، فهو ما زال عند قراره بالابتعاد عن الحياة العامة في لبنان بكل تشعباتها، وبالتالي فهو لم يخض لا معارك ولا حروب انتخاب، والوضع كان تماما كما حصل في الانتخابات النيابية، معتبرة ان الاشخاص الذين ترشحوا يتحملون مسؤولية خوضهم لمعاركهم ونتائجها، اذ ان «تيار المستقبل» غير مسؤول، وهو لم يعط اي تعهدات او وعود لاحد، وان «المستقبليين» من الهيئات الناخبة صوّتوا من منطلقات شخصية، منوهة بديموقراطية المعركة، ومؤكدة التزام القواعد بالنتائج وبالتعاون التام مع المفتين كمرجعيات روحية في المناطق.

 

وحول الحديث عن معارك وهمية مع دار الافتاء، او اي من دول الخارج، بما فيها الرياض، شددت الاوساط على ان العلاقة بدار الفتوى طبيعية، تحكمها ظروف قرار الحريري «باعتزال» السياسة راهنا، لذلك هي تقتصر على حدها الادنى في ظل تواجد الشيخ سعد خارج لبنان، ومهام مفتي الجمهورية اليومية، خاتمة بان دار الفتوى تبقى المرجعية كما كانت دوما بغض النظر عن كل ما قيل ويقال.

 

في كل الاحوال، واضح ان بعض الشارع غير مرتاح للنتائج من وجهة نظرها السياسية، وكذلك بعض من ترشحوا معتبرين انهم دفعوا ثمن مواقفهم السابقة، وقد يكونون محقين. فجمهور المستقبل لم «يبلع» بعد خروج الحريري»الطوعي» من الحياة السياسية، ومن «بلعها» راح يفتش عن مرجعية جديدة غير موجودة حتى الساعة، وهو ما قد يكون السبب وراء النتائج التي افرزتها انتخابات المفتين وقبلها النيابية، وربما بعدها البلدية، ومن يدري عند اختيار رئيس للحكومة، طالما ان معركة كسر العضم بين «الامير والشيخ مكملة».