IMLebanon

دعوات للحريري للعودة إلى لبنان والحياة السياسية

 

 

 

في الذكرى 19 لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تتعالى دعوات اللبنانيين، موالاة ومعارضة، لعودة الرئيس سعد الحريري بشكل دائم الى لبنان وفك الحظر عن تجميد العمل السياسي الذي اتخذه منذ سنوات.

الواضح ان مثل هذه الدعوات تخطّت تيار المستقبل وحلفاؤه الى المعارضين وقد تجلّى ذلك على لسان النائب في تكتل «لبنان القوي» آلان عون في كلمة له أثناء مناقشة الموازنة العامة في مجلس النواب، حيث وجّه التحية الى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وقال له «اشتقنالك».

 

عون في كلمته أشار الى أنه لو كان الحريري الذي علّق عمله السياسي في لبنان، عشية الإنتخابات النيابية الأخيرة موجوداً لكانت المعادلة اختلفت كثيرا بسبب شجاعة الحريري في فتح الثغرات.

أضف الى ذلك دعوات الكثير من المعارضين الآخرين، رغم القناعة ان تلبية تلك الدعوات دونها حسابات مركبة أقلّها تفيد انها إذا ما تمّت فهي تشكّل الفرصة الأخيرة للبنان وللرئيس الحريري على حد سواء رغم الجملة الشهيرة «ما حدا أكبر من بلدو».

دوافع تلك الدعوات تنبع من أهمية الدور الذي كان يقوم به سعد الحريري وتياره في الحياة السياسية والوطنية اللبنانية، المعلوم ان لبنان بلد موضع التباس هوية دائمة يفاقم أزماته داخلياً النظام الطائفي وخارجية المحيط الجيواستراتيجي، وهذا يتطلب مرونة في المقاربات واتخاذ القرارات من جهات تتصف بذلك وذات تأثير فاعل على أرض الواقع.

حيث أثبتت التجارب ان غياب الحريري وتحديداً الدور السنّي الفاعل وكتلته النيابية ترك فراغاً كبيراً في الساحة اللبنانية كجهة تؤمن بمسار الدولة ووحدة اللبنانيين وتعمل لها بصدق وشفافية حتى ولو على حساب مصلحتها الشخصية والسياسية، يدرك اللبنانيون ان سعد الحريري قائد يتصف بسيرة القيادة الرشيدة المتأتية عن نقاء وطني والتزام أخلاقي، وتلك صفات أصبحت نادرة في الواقع السياسي اللبناني لذلك باتت الحاجة ماسّة إليها وداهمة لإخراج الواقع اللبناني من عنق الزجاجة.

المعطيات تشير ان مثل تلك الدعوات الداخلية توافقها توافقات إقليمية ودولية على أهمية تلك العودة خاصة إذا ما تم وضع حد لجنون نتنياهو في المنطقة وأطلقت التسوية الكبرى، الجواب عن عودة الحريري يبقى رهن بإرادة وتوقيت الرئيس الحريري نفسه بحيث ان تحديد ساعة الصفر لتلك العودة خارج هذا الإطار تبقى مجرد تكهنات فهل يكون 14 شباط مفاجئة اللبنانيين في العام 2024 أم تبقى الآمال معلقة على ظرف وزمان آخر؟!