IMLebanon

هل عودة الحريري مرتبطة بالتسوية السياسية؟

 

سعد الحريري راجع… أولى مهمات الرجل أن يثبت حضوره وشعبيته وانه الرقم الصعب في المعادلة السنّية… لا يحتاج الحريري لأكثر من ذلك لإيصال الرسالة الأبلغ لمن يعنيهم الأمر «الأمر لي سنيا وأنا جاهز للعودة متى أردتم»… منذ اعتكاف الحريري في كانون الثاني ٢٠٢٢ حتى اليوم، هذه هي المرة الأولى ربما التي يقرر فيها الرجل العودة بعدما زادت المناشدات الداخلية والدولية لعودته، أفرقاء كثر في الداخل بينهم الثنائي الوطني يبدون ميّالين أكثر ان لم نقل يسعون جهدهم لعودته، فيما هناك دول عربية وأخرى أوروبية طرحت جديّا على الرجل العودة وتعهدت بالعمل على تغيير المعطيات الداخلية والخارجية التي دفعته لتعليق عمله السياسي.

ولكن رجعة الحريري اليوم لن تكون إلّا من باب إثبات الحضور كخطوة أولى على طريق التمهيد للعودة السياسية الكاملة.. ثمة من يهمس بان الحريري قرر تطبيق النصيحة التي سمعها من أحد الأصدقاء المهمين جدا جدا في لبنان… مصادر قيادية في الثنائي الوطني لفتت الى ان رجعة الحريري في ذكرى استشهاد والده ليست نهائية إذ لا استحقاقات حاليا، ملمّحة في المقابل الى ان زيارته قد تطول ربطا بزيارات ولقاءات قد يقوم بها.

واعتبرت المصادر انه قبل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان فانه لا دور للحريري، أي ان وجوده الآن هو لإثبات الحضور وتقديم كل الأدلة الشعبية التي تؤكد بانه الرقم الصعب في المعادلة السنية واللبنانية على حد سواء، فجمهور الحريري ليس حكرا على الطائفة السنية وقد أثبت الرجل ان له شعبية كبيرة وجمهور واسع، وان المطالبات بعودته لا تقتصر على فئة دون أخرى.

وفقا للمصادر، لم تنتهِ الحياة السياسية للحريري ومهرجان ١٤ شباط في ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري سيثبت بانه أساسي في أية تسوية سياسية مقبلة، ولكن حتى نضوج التسوية المطلوبة فدور الحريري الآن يقتصر على إعادة تثبيت حضوره وشعبيته فيما مصيره السياسي وكما قلنا سابقا مرتبط بالاتفاق على التسوية السياسية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

تعترف المصادر ان الحريري شريك أساسي في المعادلة اللبنانية وانه الحاضر الأبرز رغم اعتكافه وهذا ليس سرا بل سبق وأعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري بكل وضوح… بالنسبة للثنائي الوطني فان الحريري مرحّب به دائما وان عودته مطلوبة جدا ولكن القرار في مكان آخر.

وتابعت المصادر بالقول ان عودة الحريري اليوم مختلفة عن سابقاتها، فالرجل على طريق العودة عن الاعتكاف، ولكن ثمة نقطتين ستحددان ذلك:

النقطة الأولى: الحضور الشعبي في مهرجان ١٤ شباط وكيفية التفاعل اللبناني والعربي مع مفاعيل هذه المطالبة الجماهيرية بعودة الحريري عن قراره بتعليق العمل السياسي.

النقطة الثانية: الاتفاق على التسوية السياسية وانتخاب رئيس للجمهورية.

وختمت المصادر قائلة، كل المنطقة تتغيّر، وكل التسويات مطروحة على الطاولة وبتقديرنا ان الحريري ليس خارجها، نقطة على أول السطر.