IMLebanon

في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري.. سعد الحريري مع أبناء وطنه المخلصين والأوفياء

عبد المولى الصلح

في حياة الشعوب وعلى درب بناء الأوطان، ثمة رجال كبار يتقدمون المسيرة الصعبة ليتحمّلوا المسؤوليات التاريخية الجسام ابتغاء النهوض بأوطانهم والارتقاء بها الى مصاف الأمم العظيمة والمتحضرة.

ولعل شهيد الوطن رفيق الحريري هو من ذلك النسيج الوطني والإنساني الرائع، وهو الذي شهد له تاريخ لبنان المعاصر بذلك، وحسب هذا القائد الوطني الحقيقي أنه نقل لبنان من ضفاف الحروب والتدمير الى ضفاف السلام والتعمير.. فعرف لبنان النور والفرح والأمل، بعد أن ظللت طيور الظلم والظلام سماء الوطن لعقود عديدة.

 

لقد نجح هذا الرجل المقيم في نبض شعبه وشرايين وطنه في أن يختصر رؤياه السهلة الممتنعة في قولته الشهيرة والتي ذهبت مثلاً في أدبيات الشعب حين قال: «مش مهم مين بيروح ومين بيبقى.. المهم يبقى البلد».. للّه درّك يا «أبا بهاء» لأنك في هذا القول قد استشرفت المستقبل في حقيقة وأهمية بقاء الوطن. ولعل ما يعانيه لبنان من ويلات وأزمات تهدد حاضره ومستقبله لهو أصدق شاهد على هذه الرؤية..

إذاً، دولة الرئيس سعد الحريري،

الوصية واضحة، وهي العودة الى أحضان الوطن.. لم تكن بالأمس وحدك، فإرث والدك العظيم وجماهيره معك، ولن تكون اليوم وغداً وحدك، فها هو شعب لبنان المخلص والوفي يتطلع بشوق ومحبة وإرادة لأن يتابع المشوار والمسيرة معك.

دولة الرئيس..

الكل يعلم كم عانيت في مسيرتك الصعبة من غدر وتآمر وخيانة.. ولكن من قال إن دروب بناء الأوطان مفروشة بالورد والياسمين، ولكن حكمة التاريخ تقول إنه ما من ليل إلا ويعقبه نهار.. وما من ظلم إلّا وينهار ليحل مكانه الخير والعدل.

دولة الرئيس..

لعل شواهد التاريخ أخبرتنا أن حضور الرئيس الشهيد في غيابه قد ازداد رسوخاً وتوهجاً وحضوراً، على الرغم ممن حاول أن يطفئ تاريخه المتوقد عبثاً.. ولعلك أيضاً تتمتع بهذه النعمة العظيمة.. فعلى الرغم من غيابك وابتعادك القسري عن الوطن، إلا أنك حاضر وباقٍ بقوة وتوهج وفعالية وكل ذلك بشهادة الأصدقاء والخصوم.

دولة الرئيس الصديق..

لعل التجارب الصعبة والكبرى هي مدرسة للرجال الرجال.. ولعلك قد أتخمت من هذه التجارب لتعود مسلحاً بخبرات أشدّ عوداً أكثر وضوحاً وإرادة، لكي تتسلم ثانية الدفة والقيادة عن جدارة وكفاءة..

دولة الرئيس..

سفينة الوطن تفتح ذراعيها وتنشر أشرعتها لك.. أرض الوطن عطشى لغيث ينبت زرعها.. دولة الرئيس.. لا شرعية فوق شرعية الشعب وأنت من استحقها.. فكن درع هذه الشرعية وسيفها وليوفّقك الله في قادم الأيام.

* سفير سابق بالأمم المتحدة