IMLebanon

سعد الحريري من الشعب وإلى الشعب  

 

 

لم تفاجئني استقالة الرئيس سعد الحريري لأنني كنت أتوقعها منذ زمن بعيد، والحقيقة منذ لحظة تكليفه وبدأت العصي توضع في دواليب الحكومة والشروط التعجيزية التي وضعها ولي العهد الذي يريد أن يستولي على كل شيء والذي أيضاً كان يتمنى أن يحصل على جميع الوزارات لأنّ 11 وزارة لا تكفيه.

 

كنت دائماً أسأل نفسي: لماذا يتحمّل الرئيس سعد الحريري هذه الصعوبات كلها، وهذه التجاوزات كلها؟ ويكفي أنّ ولي العهد استغل وزارة الخارجية لتصبح منبراً دولياً لتصريحاته الاستفزازية التي يدّعي فيها أنه الوحيد الذي يعيد حقوق المسيحيين… هذا كان خطاب ولي العهد في مختلف أنحاء العالم الذي كان يجول في العالم ويقول للبنانيين المهاجرين منذ 200 سنة عودوا الى الوطن عودوا الى لبنان لأنني استرجعت حقوق المسيحيين التي سلبها المسلمون.

 

كيف لرئيس حكومة أن يتعايش مع هذا الخطاب وهذا القليل من إنجازات ولي العهد؟ وهنا عيّنة من إنجازاته:

 

نبدأ بوزارة الاتصالات يوم تسلمها وطبعاً كما هي العادة فرضه عمّه بالرغم من رسوبه في الانتخابات النيابية مرتين وكان أفشل وزير في أهم وزارة.

 

وانتقل بعدها الى وزارة الكهرباء حيث الوعود التي لم تتوقف بـ٢٤/٢٤ تغذية بالكهرباء… وبعد سنة وبعد سنتين ولم يتحقق شيء من وعوده طوال ١٠ سنوات… والأنكى أيضاً قصة البواخر والكلام عن سمسرات وعمولات…

والأنكى أكثر أنّ مصادر دولية عديدة عرضت أن تقرض لبنان (قروضاً ميسّرة) بفائدة ١٪ على مدة ١٠ سنوات وفترة سماح ٣ سنوات رفضها واستدان مليار دولار طبعاً وبالرغم من هذا الارتكاب الخطير لا نزال من دون كهرباء.

 

نعود الى استقالة الرئيس سعد الحريري الذي كان ينوي تقديمها كما قلت منذ زمن بعيد والشيء الوحيد الذي كان يمنعه هو ضميره، إذ كان يقول لي: علينا أن نتحمّل… علينا أن نضحّي… أنا أم الصبي… لبنان بيستاهل أن يضحّي المواطن من أجله… الوطن غالي وأغلى ما في الدنيا هو الوطن.

 

الشعب اللبناني من أعظم شعوب العالم… وحقيقة الشعب اللبناني تختلف كلياً عن الذي جرى خلال الحرب الأهلية لأنها كانت مؤامرة على لبنان وعلى اللبنانيين.

 

اليوم وبفضل هذه الثورة التي كنت أتوقعها منذ زمن بعيد عاد لبنان الى أصالته واللبنانيون أثبتوا أنهم فوق الطائفية البغضاء وأكبر دليل على ذلك ما نشاهده في ساحة الثورة: علم واحد هو العلم اللبناني والجميع رفضوا الطائفية… وفي ساحة الثورة اللبنانيون، من دون أي استثناء، يجمعهم العلم اللبناني والنشيد الوطني.

 

عوني الكعكي