ربما ليس بالفم الملآن قالها الرئيس سعد الحريري انا مرشح المبادرة الفرنسية في مقابلته التلفزيونية. لقد قدم نفسه في هذه الصورة ومن الصعب التراجع الا اذا حصل ما ليس في الحسبان، لكن من راقب الحريري وما اطلقه من مواقف تيقن ان أمرا ما حصل خارج التركيبة المحلية امن له او مكنه من «اللوك السياسي» الذي ظهر فيه.
كانت المقاربة تحمل طابعا انقاذيا كما تقول مصادر سياسية مطلعة عبر اللواء وهي نفسها التي تخول إيجاد واقع جديد، المقاربة الحريرية اتت بفعل ضوء ما اتى من مكان ما لكن كيف وما هو؟ هنا يكمن السؤال. وربما ليس من الضروري التحري لأنه في نهاية المطاف اعاد الرئيس الحريري نفسه مجددا في اطار الترشيح.
وتؤكد المصادر انه بإعلانه بالأمس انه مرشح لرئاسة الحكومة قطع الشك باليقين بعدما قال مذ فترة قريبة انه غير مرشح او معني لافتة الى ان مواقف الأطراف ستتظهر تباعا في جولة مشاورات الحريري نفسه على عدد من الأفرقاء.
على ان اي لقاء بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غير مرتقب لأن الرئيس عون ليس بطرف ومعلوم ان رئيس الجمهورية سبق واكد العمل وفق الدستور بما يعنيه التزامه بمن تسميه الأكثرية قي الأستشارات النيابية الملزمة.
لن يكون هناك اي مرشح احد سوى الحريري لا بل هناك صعوبة في ترشيح احد غيره من الرباعي الحكومي اي رؤساء الحكومات السابقين. هذه قناعة قائمة ما لم يحدث شيء ما وكله مرهون بالايام المقبلة ولقاءات الحريري وعملية جس النبض من المبادرة الفرنسية.
وهنا ترى المصادر ان هذه المسألة ضرورية خصوصا انه في وقت ليس ببعيد اكد الجميع التزامهم بها ويبقى معرفة موقف الثنائي الشيعي الذي خاض مواجهة في حقيبة وزارة المال.
اما ان يكون الحريري قدم نفسه مرشحاً مشروطاً بالمبادرة فذاك يعني بحسب المصادر نفسها مرشح حكومة مهمة مؤلفة من اختصاصيين ليست شبيهة بأي حكومة سابقة تحمل العناوين المتفق عليها لجهة الأصلاحات والبرنامج الأنقاذي.
هل هناك من مطبات قد تفرمل الواقع الجديد الذي ظهر بعد كلام الحريري؟السؤال مطروح غير انه في اطلالته بعث ما يريد من رسائل وكان التوقيت الذي تم اختياره لهذه الأطلالة متعمدا ما يوحي ان كله مدروس.
وترى المصادر ان تكراره عبارة الإنقاذ واعمار بيروت اكثر من مرة يعني انه رسم السقف لمهمته اذا كلف الخميس المقبل موضحة ان هناك من لاحظ تحييده رئيس الجمهوربة في محطات المقابلة اشارة ايضا.
لم يغفل الحريري وفق المصادر اهمية التوجه إلى جمهوره وكسب شعبيته بعد كل الذي مر فبدا موفقا في كثير مما قاله ولذلك فإنه سيعمل في خطين متوازيين يتصلان بالواقع السياسي الحكومي والواقع الشعبي.
وهكذا ينتظر ان تتوالى ردات الفعل على كلام الحريري او مبادرته فهل تكون الفرصة الأخيرة للخلاص؟ مع العلم ان أحدا لن يكون في مقدوره حمل اي فشل او تحميله المسؤولية في القضاء على طوق النجاة الجديد.