مأساة لبنان بدأت منذ تسع سنوات حين انطلقت الثورة في سوريا، وانطلق زحف ملايين النازحين السوريين الى لبنان مع عشرات الوف اللاجئين الفلسطينيين، وذلك لا يعني أن لبنان كان في افضل حال قبل هذا النزوح، ولكنه كان افضل بكثير مما هو عليه اليوم، إلى أن دخل لبنان في فراغ قاتل بسبب تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنة ونصف السنة لفرض وصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة، وما أن امٌنت التسوية الرئاسية وصول عون ،حتى وقع لبنان في كارثة مالية واقتصادية موجعة عنيت بها سلسلة الاجور التي تم التلاعب بحجمها، فكانت المدخل الالزامي الى انهيار الليرة الوطنية وبعدها كرٌت سبحة المآسي منذ اربع سنوات حتى اليوم بسبب حروب الحصص من جهة وتنازع على السلطة والحقائب الوزارية من جهة ثانية وعدم القيام بأي جهد اصلاحي من جهة ثالثة وكانت نتيجة ذلك أن لبنان خسر ميزات عدة اهما خسارة القطاع المصرفي والقطاع الاستشفائي والقطاع الجامعي، وبعد تفجير مرفأ بيروت خسر القطاع التجاري والقطاع السياحي والاكثر وجعا كانت خسارة القطاع الشبابي من أطباء ومهندسين ومهنيين الذين تركوا وطنهم ربما نهائيا لأن الطقم السياسي المتحكم بالسلطة والشعب ما زال هو هو وما زال يكرر الاطاحة بجميع الفرص المتاحة من الاصدقاء والاشقاء، وكانت مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون آخر الفرص التي تم نحرها ونحر الشعب معها.
رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، بعدما كان عازفا على خوض معركة الحكم مرة اخرى لأنه ذاق مرارة الحكم مع فريق يريد كل الحقائب الدسمة وكل المناصب الادارية، وفريق يريد وضع يده على كل شيء، أعلن انه سيحاول انقاذ المبادرة الفرنسية لأنها خشبة الانقاذ الوحيدة التي تحول دون غرق لبنان الى قعر القعر، وهذا موقف يحسب له ونتمنى ان يوفق في تحقيقه رغم الشك، ولكن كان من الافضل له ان يكتفي بطرحه ومبادرته دون فتح ملفات تحمل علامات استفهام وتعجب كبيرة خصوصا انها تطول شخصيات واحزاب وقفت معه في اصعب الظروف وكانت من اعمدة بيت 14 آذار. وانا الذي رافق نشاط قوى 14 اذار يوما بيوم اتمنى على قوى واحزاب 14 اذار ان تقف مع سعد الحريري في مهمته الصعبة لأن جمهور هذا اليوم التاريخي متشوق الى هذه الوقفة.