لا تزال الاتصالات والمشاورات جارية على قدم وساق وعلى اعلى المستويات لتظهير صورة حكومة «المهمة» التي من المقرر ان تكون لديها مهام كبيرة ومفصلية من خلال الاجراءات التي عليها اتخاذها لانقاذ البلد من خلال الاستفادة من الدعم الدولي الموعود في حال تم البدء بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة،لذلك فإن الرئيس المكلف سعد الحريري يبذل كل ما في وسعه بشكل جدي وسريعلولادة طبيعيةلحكومة عليها ارضاء المطالب الداخلية والخارجية معا، لا سيما ان البلد امام فرصة اخيرة من اجل مساعدته دوليا بعد ان وصلت اوضاعه الى قعر الهاوية.
مصادر سياسية متابعة لعملية التشكيل تبدي «للواء» املها بالوصول الى توافق قريب على تركيبة الحكومة المقبلة، وتشدد على اهمية سياسة الصمت التي يتبعها الرئيس المكلف من خلال اتباعه للحديث الذي يقول» استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، وتعتبر المصادر ان مصلحة الجميع تقضي بتسهيل تشكيل الحكومة بعد ان غرق البلد في مشاكل كبيرة ومستعصية بحيث ان خطورة الوضع لم تعد تخفى على احد، وتلفت المصادر الى ان رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي عازمين على التسهيل وانه ليس من مصلحتهما كما غيرهم من الافرقاءبوضع العصي في دواليب التأليف، لا سيما انالرئيس الحريري يتمتع بدعم خارجي، وتلفت المصادر الى ان نجاح الحكومة في المهمات المطلوبة منها من شأنه ان يشكل رافعة للعهد الذي مضى من عمره اربع سنوات ولم يسجل اي انجاز يمكن وضعه في خانات النجاحات، خصوصا بعد فشل حكومة الرئيس حسان دياب في مهامها والتي اغرقت البلد اكثر فأكثر .
وتعتبر المصادر ان الطبخة الحكومية موضوعة على نار قوية، متوقعة ان لا تستغرق المشاورات اكثر من ايام لانضاجهاوبالتالي لبلورة صورة الحكومة، ولكن في المقابل تتخوف المصادر من شياطين التفاصيل التي تشدد على ضرورة عدم السماح لها بالتدخل في هذه الظروف الصعبة والدقيقة ولبنان وحكومته المقبلة تحت المجهر الدولي، الذي سيحدد مدى الدعم والمساعدة التي يمكن منحها للبلد.
وتؤكد المصادر ان فرنسا الراعية للمبادرة التي سينطلق منها الرئيس الحريري لتنفيذ بنودها تتابع عن كثب مجريات تشكيل الحكومة، وهي تنتظر صدور مراسيم التأليف الذي تتطلع لان تضم في صفوفها اختصاصيين يتمتعون بثقة وكفاءة وخبرة في الحقائب التي سيتولونها، كذلك البيان الوزاري الذي من المطلوب ان يكون خارطة طريق لتفيذ بنود المبادرة الفرنسية التي وافق عليها الاطراف اللبنانية.
وتكشف المصادر الى ان الرئيس الحريري يقوم في الفترة الراهنة بالعمل عن كثب في تدوير الزوايا للوصول الى فريق عمل متجانس ينال الثقة الدولية والمحلية، وهو على يقين ان هناك عدد كبير من الشخصيات من كافة الطوائف والمذاهب يتمتعون بالمواصفات المطلوبة.
وحول المداورة في الحقائب الوزارية، تدعو المصادر الى عدم استباق المشاورات، وتعتبر ان لكل عقدة حل، وتشدد على تصميم الرئيس المكلف لان يفعل كل ما في وسعه لانتشال البلد، وهو حاضرً للعمل بكل جهد لفكفكة اي عقدة قد تعترض عملية التأليف، خصوصا انه من المعروف ان شهية الاطراف السياسية تفتح مع كل تشكيلة حكومية على حقائب معينة لا سيما منها الاساسية، وتؤكد المصادر الى ان الرئيس الحريري استمع جيدا الى نداء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وهو يأخذ بعين الاعتبار كل المطالب المحقة لا سيما التي صدرت بعد ثورة 17 تشرين، ويضع مصلحة لبنان اولا فوق اي اعتبار اخر، كما تشدد المصادر الى ان الرئيس الحريري لا يزال على موقفه بالتمسك بأن لا تكون حكومته فضفاضة لانها ستكون حكومة «مهمة» محددة،و ما يهمه هو نوعية اعضاء الحكومة وليس العدد.
وحول الموقف الروسي من تكليف الرئيس الحريري تؤكد مصادر متابعة في الاروقة الروسية بأن موسكو ابدت ارتياحها لتكليف الحريري، وهي تتابع عملية التشكيل بإهتمام بالغ خصوصا انها اعلنت دعمها للمبادرة الفرنسية بكافة مندرجاتها.
وعن الربط بين تشكيل الحكومة وزيارة الوفد الروسي الذي يصل الى لبنان اليوم، تنفي المصادر اي ربط بينهما وتؤكد ان الهدف الاساسي للزيارة هو بحث موضوع المؤتمر الذي كان من المقررعقده في دمشق في 11و12 تشرين الثاني المقبل والمخصص لمعالجة ملف اعادة النازحين، ولكن من المتوقع ان يتم تأجيل موعده وتغيير مكانه لتوفير اوسع مشاركة ممكنة خصوصا ان هناك عدد كبير تمتنع عن زيارة سوريا.
وعن زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الى لبنان، تؤكد المصادر بان لا موعد محدد بعد لهذه الزيارة رغم ان هناك نية جدية لدى المسؤول الروسي لزيارة لبنان والاجتماع بالمسؤولين اللبنانيين عندما تسمح الظروف.