Site icon IMLebanon

الحريري يستشرف من القاهرة

 

الأجواء العربية بعد التغيير الأميركي…هل يلتقي ماكرون قريباً؟

ينقل عن مصادر سياسية مطلعة، بأن آخر المعلومات المتعلّقة بتشكيل الحكومة، تؤكد على أن الخلافات لا زالت قائمة وعميقة بين بعبدا وبيت الوسط، وبالتالي، لا ينفي مقرّبون من بيت الوسط، عن حصول اتصالات ومساعٍ مؤخراً، مؤكدين أن ذلك لا يعني أن حلحلة حصلت على خط التأليف. وهذا ما تحسمه أوساط الطرفين، لا بل أن التصعيد بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» سيتّجه نحو حماوة أكثر وسينسحب على أحزاب وقوى سياسية أخرى، ولا سيما بعد تنامي الخلافات بين حركة «أمل» ورئيس الجمهورية على ضوء موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي بدا ميّالاً في موقفه إلى الرئيس الحريري، في ظل التواصل والتناغم القائم بينهما، وكل ذلك وفق المصادر المذكورة ونقلاً عن مرجعيات سياسية لها دورها وحضورها، على خلفية الإستحقاق الرئاسي المقبل، وكذلك في سياق تصفية الحسابات السياسية بين القوى والأحزاب على اختلاف توجّهاتها.

وفي آخر الأجواء التي تؤكد على أنه من الصعوبة بمكان أن تبصر الحكومة العتيدة النور، فإن المصادر تشير إلى أنه، وخلال الساعات الماضية، عمل أكثر من طرف مقرب من العهد و«التيار الوطني الحر» وحتى بعض حلفائهم، على تسريب أجواء عن توجّه لتشكيل حكومة سياسية أو تكنو سياسية، وهذا دليل على قطع الطريق على المسودّة الحكومية التي سبق وأن قدّمها الرئيس المكلّف لرئيس الجمهورية، ما يعني أن ما يجري هو مضيعة للوقت وتأكيد على الخلافات المستمرة بين عون والحريري وتيارهما السياسي «البرتقالي» و«الأزرق».

ويضيف المقرّبون من بيت الوسط، بأن جولات الحريري إلى الخارج، لا تعني طلب الدعم لحضّ الأطراف المعرقِلة على تشكيل الحكومة، وإنما لشرح الوضع اللبناني وكل ما جرى مع الحريري منذ التكليف وحتى اليوم، وبالتالي، عرض دقيق للواقع اللبناني منذ انفجار المرفأ إلى تكليفه تشكيل الحكومة، ومن ثم ما يحصل على الأرض اللبنانية من تدخّلات إلى ما آلت إليه الأوضاع الإقتصادية والمالية والمعيشية في لبنان، ليكون هناك اطلاع واسع ودقيق لزعماء ورؤساء هذه الدول، وهذا ما عرضه على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالأمس.

وكذلك تحدّثواعن استكمال لجولات الحريري عربياً وأوروبياً، وربما لقاء قريب جداً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سبق أن تمنى على الحريري أن يشكّل الحكومة العتيدة، ولهذه الغاية، فإن اللقاء المذكور أو أي تواصل بينهما سيحسم المسار الذي سيسلكه الرئيس المكلّف، أكان اعتذاراً أو اعتكافاًأو تمسّكه بالصيغة الوازارية التي كان قد قدّمها لعون، والتي لقيت رفضاً منه.

وفي السياق نفسه، فإن جولات الحريري تأتي في المرحلة السياسية الدولية الجديدة، بعد وصول الرئيس الأميركي جو بايدن، لاستكشاف الأجواء،إذ أن زيارة مصر تأتي في سياق استطلاع التوجّه العربي نحو لبنان، وما إذا كان هناك من متغيّرات حصلت تجاه السياسة اللبنانية، وأيضاً كيف سيكون الوضع الأميركي والدولي مع إيران وحلفائها في المنطقة.

ولذا، فكل هذه العوامل لها صلة مباشرة على خط التأليف والشأن اللبناني الداخلي بشكل عام ليبني الحريري على الشيء مقتضاه، وخصوصاً ما يرتبط بالتشكيلة الحكومية أو اتخاذ الموقف المناسب،لا سيما أن ثمة من يشير من المقرّبين منه، أن مؤتمره الصحافي في 14 شباط، من شأنه أن يبلور الصورة بعد الجولات الخارجية واللقاءات الداخلية، لا سيما في ظل التباينات التي باتت واضحة، وتحديداً مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، الذي لا يزال يصرّ على ضرورة اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة في العهد الحالي.