IMLebanon

عاوز الرد حالاً

 

خاطب الرئيس الأعلى للجمهورية اللبنانية العظمى رئيس حكومته بلغة حازمة وقاسية نوعاً ما ومخالفة لكل الأعراف والبروتوكولات. لم يعتد سعد ان يُخاطب كطالب متقاعس في إتمام الـ “ديفوار” مع أنه قدّم المسابقة من شهرين وانتظر أن يصححها رئيس اللجنة الفاحصة لكنه لم يفعل بل استدعاه كي يؤنّبه ويضغط عليه كي يعتذر. شعر سعد بالمهانة فانتفض وجاء ردّه على بيان الـ 4 دقائق صاعقاً. ” ليك عمي ما بدك توقّع على التشكيلة المنقوعة عندك وما بدك تفهّمني مين عاجبك ومين ما عاجبك من الوزراء، وما بدك تسمع إلا من صهرك جبران وسندة ضهرك سليم، ومستشار البلاط طوني، وما بدك تحط ولا تنط خلينا نمشي سوا، أو ننط سوا وكل واحد يرجع على بيتو”.

 

كلام كبير حرّاق خرّاق متفجّر، وفي أحسن الأحوال جاء رد الرئيس المكلّف على الإستدعاء كمن يصب غالون بنزين 98 أوكتان على كومة قش، بانتظار ولعة. أن يُقال للرئيس: “إستقل”، وهو بعد لم يتمتع بحلاوة الرئاسة ولا شبع منها (ولن) ولم يحقق شيئاً من طموحاتنا وأمانينا، ولم يجهّز بعد خليفته، فهذا ما لا يمكن بلعه. نُصح الرئيس بأن يتجاهل الرد القاسي ويعيد الفوكسة على النقطة الجوهرية. وهذا ما حصل، فصدر بيان تعويل بتعويل عوّلت فيه الرئاسة على الحس بالمسؤولية الوطنية لدى الرئيس المكلف فيأتي حاملاً تصوراً لتشكيل حكومة تراعي مقتضيات التوازن… ومطيّباته، أي الميثاقية، ووحدة المعايير، والكفاءة والنزاهة والشراكة.

 

وفي الثالثة من بعد ظهر الخميس، وصل رئيس الحكومة المكلّف إلى قصر بعبدا، في محاولة سابعة عشرة لحلحلة العقد وكسر الجليد. وما إن دخل سعد إلى الإجتماع حتى بادره صاحب الفخامة بـ: ” ليه كل ميعاد ما بينا بتغيّر بالكلام أنا عاوز الردّ حالاً يا القرب يا الخصام” صمت سعد لثوانٍ. أطرق مفكراً. ثم صرخ: نوال الزغبي وعنوان الأغنية “عاوزة الرد”.

 

ـ “طب ليه”…؟ وقبل أن يكمل رئيس الجمهورية سؤاله أجاب سعد: إنه السوبر ستار راغب علامة.

 

ضحكا مثل طفلين معاً، ثم تأثرا وأدمعا. ثم دخلا في صلب النقاش فاستعرض الرئيس الأهمية الإستراتيجية لإعطاء جان بيروتي حقيبة وازنة في حكومة الحريري التي تًطبخ على نار خفيفة، وقد استغرق النقاش في هذه النقطة بالذات ثلاثة أرباع الساعة من دون اتفاق نهائي. ولا يكتمل المشهد المُتخيّل من دون ثلاثة مهرّجين يسترقون السمع خلف الأبواب الموصدة.