انه إبن أبيه وسر أبيه، يسترجع الناس مع عز الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي حاربوه في انتخابات العام 2000 فجاء على حصان أبيض مجتاحًا كل مقاعد العاصمة.
ها هو اليوم الزعيم الشاب يقول: المعركة الإنتخابية مستمرة منذ العام 2000.
لا يُقرأ هذا العنوان إلاّ بربطه المعركة التي خيضت منذ ثمانية عشر عامًا، وخرج منها منتصرًا لا كما أُريد له أن يخرج مثخنًا ببعض الهزائم.
اليوم حامل الأمانة يعرف ان الظروف تغيرت وان القانون النسبي هو غير القانون الأكثري، لكنه يجول في طول البلاد وعرضها ليؤكد للناخبين وللرأي العام ان النضال استمرار.
في البقاع كما في الشمال كما في الجنوب كما في الجبل كما في بيروت، الرئيس الحريري هو الزعيم الوحيد الذي غطى كل لبنان، متجاوزًا أحيانًا نصائح فريقه الأمني، فجال في أقصى الأمكنة.
في عطلة نهاية الاسبوع كانت للرئيس الحريري آخر جولاته في البقاع قبل أن يتوجه هذا الاسبوع الى بروكسل حيث ينعقد مؤتمر النازحين، لم يمنعه الانشغال بالمؤتمرات: من روما الى باريس، وهذا الاسبوع الى بروكسل من أن يكون وجهًا لوجه مع الناس.
خاطب الناس في البقاع قائلاً: البقاع هو محمية العيش المشترك بين المسيحيين بكل طوائفهم والمسلمين بكل طوائفهم، يستحيل أن يصبح البقاع محمية لأي شكل من أشكال التطرف، وأن يبقى محمية لأي نوع من أنواع الاستقواء على الدولة والخروج على قواعد الاجماع الوطني، البقاع هويته من هوية البلد. وطالما ان لبنان عربي فلا يمكن ان تكون للبقاع هوية اخرى.
الزعيم الشاب لا يحرجه اي سؤال، الناس يحتاجون الى أجوبة وهو يملك من الجرأة ما يجعله صريحًا وشفافًا، هو يسعى الى كتلة سيادية وهذه الكتلة لا تكون ولا تتحقق الا بخطاب سياسي وطني واضح غير متخم بمجرد الوعود الانتخابية.
في البقاع، بلغ خطابه السياسي حدود الجرأة حين خاطب البقاعيين بالقول:
الأوطان يستحيل أن تكون لها هويات مزورة. والبقاع مستحيل أن تزور هويته. هو كان وسيبقى محمية للعروبة وللدفاع عن القضايا العربية. محمية الدفاع عن قضية فلسطين والبيئة العربية الأصيلة، التي فتحت بيوتها وقلوبها للنازحين السوريين الهاربين من لعنة الارهاب والبطش.
لم يقتصر الأمر على الحديث في السياسة بل تجاوزه الى الإنماء والاستثمار ولا سيما بعد مؤتمر سيدر والاستثمار في البنى التحتية في كافة المناطق من خلاله، ويؤكد في هذا المجال ان ليست هناك منطقة في لبنان ليست لها حصة من المشروع الاستثماري. انه مشروع وطني بامتياز، تستفيد منه مناطق البقاع كما تستفيد بقية المناطق.
مطلع هذا الاسبوع الى بروكسل على أن يكون في النصف الثاني منه في بيروت لمواكبة العملية الإنتخابية لاقتراع المغتربين التي ستتم للمرة الاولى في تاريخ لبنان، فيوم الجمعة المقبل، 27 نيسان، سيكون الاقتراع في الدول العربية، على أن يكون الأحد المقبل، في 29 نيسان في سائر المغتربات.
انه الزعيم الشاب بين لبنان والخارج وبين المؤتمرات والجولات، والهدف واحد: لبنان التاريخ والحاضر والمستقبل، واللبنانيون في اطمئنانهم الى الحاضر والمستقبل.