Site icon IMLebanon

سعد الحريري تجرَّأ… فأقدم

 

فعلاً يستحقَّ الخرزة الزرقاء الرئيس سعد الحريري، فمَن يتابع يوميات هذا الرجل منذ الفراغ الرئاسي، مروراً بالخطر الذي كان سيدهم والمتمثِّل باحتمال الفراغ الحكومي، حتى يشعر بأنَّ ما من قوةٍ قادرةٍ على صدِّ النحس السياسي سوى الخرزة الزرقاء.

***

الرئيس سعد الحريري، في فترة الفراغ الرئاسي الذي امتدَّ من أيار 2014 حتى تشرين الأول 2016، لم يكن همُّه سوى الحفاظ على الجمهورية وعلى مؤسسات الجمهورية:

في الداخل كان يقوم بالمستطاع للحفاظ على تماسك الحكومة، وفي الخارج كان يقوم بكلِّ ما هو مطلوب على مستوى الوطن لإبقائه على الخريطة الدولية.

***

نجح الرئيس الحريري على المستويين الداخلي والخارجي:

كانت له اليد الطولى في إبقاء الحكومة على قيد الحياة لتستطيع تسليم الأمانة للرئيس الذي سينتخب، وكان العماد ميشال عون، هو الرئيس الذي سينتخب. وكانت له الكلمة المسموعة لدى عواصم القرار بأنَّ لبنان يجب ألا يُترَك مستفرَداً.

***

نجح الرئيس الحريري في هاتين الخطوتين، إلى أن وصل البلد إلى ما وصل إليه، وكان الإهتراء يضرب في كلِّ حدبٍ وصوب، إلى أن اتَّخذ القرار الشجاع بتبني انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. هنا ليس من باب المغالاة القول إنَّه لولا تبني الرئيس سعد الحريري للعماد عون، ليصل إلى قصر بعبدا، لكان البلد إلى اليوم ما زال في مرحلة الفراغ الرئاسي.

اليوم مرَّ عام وأربعة أشهر على العهد:

التيار الوحيد الذي تجرّأ على إحداث كلِّ الكم من التغيرات على مستوى المرشَّحين هو التيار الأزرق:

مَن يملك الجرأة على تغيير رئيس كتلته النيابية غير الرئيس سعد الحريري، خصوصاً إذا كان رئيس الكتلة بحجم الرئيس فؤاد السنيورة.

مَن يجرؤ على تبديل خمسة نواب في بيروت الثانية، على غرار ما حصل فيها من تبديل خمسة نواب دفعة واحدة.

من يجرؤ على استبدال وجيه البعريني بنجله وليد.

سعد الحريري تجرَّأ فتمرجلَ وخاطب الحلفاء قبل الخصوم، قائلاً لهم:

هذه خياراتي، والتحالفات… وسأل الجماهير التي احتشدت لتستمع إلى الترشيحات:

هل تريدون إكمال مسيرة الرئيس الحريري. مَن يريد إكمالها، ما عليه سوى الإقتراع بالإنتخابات لهذه اللائحة أو تلك.

 

***

كان يكفي هذا الكلام لتقوم القيامة على الرئيس سعد. لكن، ولأنه سعد الحريري فلا أحد يجرؤ على اتهامه بالتفريط:

فأي تفريط يتكلمون عنه وهو آثر أن يكون بعيداً من هذه الإصطفافات وصولاً إلى هذه اللحظة الحاسمة.

***

سعد الحريري تجرأ فأقدم، فهل من منازلة بهذه الصفات؟

6 أيار لناظره قريب.