حلو الوفا، عبارة تردّدت كثيراً على ألسنة البيارتة بعد الكَمّ الهائل من قلّة الوفا الذي تعرّض ويتعرّض له بيت الحريري…
ماذا فعل الرئيس سعد الحريري ليستحق قلّة الوفاء من أقرب المقرّبين الذين استفادوا من خيراته وطعنوه في أحلك الظروف؟
حين علَم الرئيس الحريري ثلاثين ألف طالب لم يكن رئيساً للحكومة ولا نائباً، لم يكن يسأل الطالب عن طائفته أو مذهبه أو سجلّ نفوسه أو انتماء أهله السياسي، لم يكن يطلب منه التوقيع على ورقة أو وثيقة أو تعهّد، إنها حالة فريدة من المساعدات التي كان يقدّمها.
حين فتح المدارس لم يكن يضع اي شرط على تسجيل الطلاب، وحين كان يطبّب المرضى لم يكن يسأل عن أسماء عائلاتهم.
حين أعاد بناء مطار بيروت الدولي كان يعرف انه ليس الوحيد الذي يستخدم هذا المطار.
حين أعاد بناء وسط بيروت كان يعرف أن الوسط لكل الناس.
هذا غيضٌ من فيض إرتكابات رفيق الحريري، فهل هكذا يُقابَل؟
بعده، وعلى خطاه، الرئيس سعد الحريري: قمّةٌ الإباء والكِبَر أنه فتح قلبه وعقله لخصومه قبل أنصاره، قمّةٌ العطاء انه أعطى وضحى ولم يسأل، فهل قوبِل بغير الخذلان؟
من شباط العام 2005 الى أيار 2016، ماذا فعل الرئيس سعد الحريري غير أنه كان مع شعبه وناسه يعايش همومهم وهواجسهم؟ أحد عشر عاماً وشهران قاسى الرئيس سعد الحريري من قلّة الوفاء ما تهتزّ له الجبال: هل قَطَع مع أحد؟ هل سحب يده من مصافحة أحد؟ هل أدار ظهره لأحد؟.
الرئيس سعد الحريري كان يعرف من اليوم الأول ان لائحة البيارتة ستفوز في الإنتخابات البلدية في بيروت، قال لدى ممارسة حقّه الإنتخابي: انتخبتُ لائحة البيارتة زي ما هيَ، وأتمنى أن تفتح هذه الإنتخابات الباب أمام الإنتخابات الرئاسية.
بهذا المعنى وضع الرئيس الحريري يده على الجرح ليؤكّد ان الإنتخابات ليست نهاية الدنيا بل أن ما بعدها يجب ان يُكمّلها من خلال إنتخابات رئاسة الجمهورية ليتم إجراء الإنتخابات النيابية، وفق قانون جديد، في العهد الرئاسي الجديد.
فاليوم يفيق البيارتة على لائحتهم وقد فازت بأكملها، وهنا تبدأ المهمة: مهمة إعلاء شأن بيروت وتطبيق البرنامج الذي أعلن عند إعلان اللائحة: لا مكان للتخاذل ولا مكان للتهاون لا مكان للمراوحة. بيروت يجب ان تنهض، هذا وعدٌ قطعه الرئيس سعد الحريري للناس، يجب ان يتحقق هذا الوعد بدءاً من اليوم.
الرئيس سعد الحريري كسب الرهان في الإنتخابات البلدية، وتبقى سائر الإستحقاقات ليكسبها.