IMLebanon

الحريري يُعدّ خطة العودة… ولكن! 

 

كل الحركة والشعارات، كما التسريبات التي تواكب زيارة رئيس الحكومة السابق ورئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري الى بيروت، تؤكد انه راغب بالعودة الى بلده لاستئناف العمل السياسي. اصلا انخراط “المستقبل” مؤخرا في الانتخابات النقابية دليل على ان “التيار الازرق” لا يزال يحاول تثبيت وجوده ودوره، ولو بالحد الادنى بعد عامين من الاعتكاف الاضطراري. لا يشبه وضع الحريري اليوم وضع اي زعيم آخر فُرض عليه ترك الساحة السياسية اللبنانية، بغياب اي مؤشرات توحي بسقوط “الفيتو” المفروض عليه من المملكة العربية السعودية.

 

هو وجمهوره وقريبون منه يعولون على جو جديد نشأ في المنطقة بعد طوفان الاقصى، قد يؤدي لاعادة نظر القيادة السعودية بوضعه، لكن الرياح لا تجري بما تتمناه سفن هؤلاء. اذ تؤكد كل المعطيات بأن لا متغير على الاطلاق في هذا المجال، وان الحريري سيرحل كما اتى، وان كان يسعى ان يوجه هذه المرة اكثر من رسالة، بعكس ما جرى العام الماضي خلال زيارته لاحياء ذكرى اغتيال والده، حين بدا راضخا لواقعه ومصيره.

 

وبحسب المعلومات، يحاول الحريري تأمين اكبر حشد ممكن اليوم في وسط بيروت، للتأكيد على ان شعبية “الحريرية السياسية” لم تتزحزح رغم كل التحديات التي تواجهها، وانه ورغم ترك الساحة السنية لاكثر من عامين، لم تنجح اي من القيادات رغم كل محاولاتها بالاستيلاء على عباءة زعامة الطائفة سياسيا. ويعتقد الحريري ان هذا الواقع وهذه المشهدية قد تدفع الرياض لاعادة النظر بالفيتو المتواصل بوجهه، وان كان يُدرك انه يعقد آمالا كبيرة هي غير واقعية على الارجح في هذه المرحلة.

 

ويحاول المحيطون بالحريري اشاعة جو مفاده ان القوى السياسية سواء التي لطالما كانت بموقع التحالف مع الحريري، او تلك التي كانت بالجبهة الاخرى المواجهة له، باتت اليوم تريد عودته لتحقيق توازن ما، وانه لن يعود الا باطار مشهدية جديدة على اساس ان “المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”.

 

واكثر من ذلك، فقد درس الحريري ومقربون منه الشعارات التي رُفعت وسوف ترفع اليوم، كما حراكه وبرنامج عمله الحالي جيدا جدا. فأن يبدأ زيارته ونشاطه من السراي الحكومي له ابعاده، تماما كما ان يزور مفتي الجمهورية والسفيرة الاميركية في بيروت.

 

وليس خروج امين عام تيار “المستقبل” احمد الحريري قبل اكثر من اسبوع بشعار “تعوا ننزل تيرجع”، ليتولى تعميمه ناشطو “المستقبل” بعد ذلك، الا قرارا مدروسا في اطار المسار المتكامل الذي يتم العمل عليه.

 

ويعتقد “المستقبليون” ان واشنطن وباريس وغيرهما من عواصم القرار قد تساعدهم في ممارسة الضغوط اللازمة لتغيير الواقع الحالي ،معتبرين انه وفي ظلّ الاستعصاء السياسي الداخلي المحيط بشكل اساسي بعملية انتخاب رئيس، قد يتم استيلاد تسوية دولية تلحظ عودته رئيسا للحكومة، الا مصادر مواكبة عن كثب للملف تعتبر ان الحريري طموح جدا، وان موعد عودته لم يحن بعد.