IMLebanon

معركة بيروت تأخذ أبعاداً جديدة بعد انسحاب الحريري وتياره الثنائي الشيعي بوضع أفضل.. بهاء غير مغطّى عائلياً.. والاحباش بلائحة مستقلة 

 

 

بدأت ترتفع وتيرة حمى المعارك الانتخابية التي ستخوضها القوى السياسية على تنوعها في ايار المقبل، خصوصها في ضوء رجحان كفّة حصول هذا الاستحقاق في موعده بنسبة كبيرة.

 

وتتنوع ادوات المعركة بين هذه القوى، لكن الاشدّ ضراوة تلك الدائرة بين التيار الوطني الحر و»القوات اللبنانية» بمعزل عن الاستحقاق الانتخابي فكيف اذا كنا نتجه الى الاستحقاق بعد ثلاثة اشهر ونصف؟ ويحاول كل منهما كسب النسبة الاكبر من الناخبين المسيحيين وسط منافسة دخل عليها ايضا فريق ثالث يتمثل بجماعات المجتمع المدني لا سيما في بعض الدوائر المختلطة واهمها بيروت الاولى، والشوف ـ عاليه، والمتن وزحلة.

 

ووفقا لمصدر سياسي مطلع فان اجواء المعركة الانتخابية اخذت في الاسبوعين او الثلاثة الماضية تتسع اكثر فاكثر بعد ان تبيّن ان فرص اجراء الانتخابات في أيار المقبل باتت بنسبة عالية نتيجة الضغوط الخارجية القوية، وكذلك الضغوط الداخلية لاحداث تغيير ما في الخريطة السياسية والنيابية.

 

ويلفت المصدر الى ان الخطاب الطائفي والشعبوي ما زال يشكل العامل الاقوى او ما زال من بين العوامل القوية في المعركة الانتخابية رغم كل ما قيل عن تغيرات حصلت بعد انتفاضة 17 تشرين وفي ظل الضغوط والاعباء المعيشية الكبيرة التي يرزح تحتها المواطن.

 

والى جانب هذا العامل تبرز عوامل اخرى مؤثرة منها المال السياسي الذي لعب دائما دورا قويا في الانتخابات في لبنان، وكذلك الهموم المعيشية والاجتماعية التي يفترض ان تلعب هذه المرة ايضا دورا في التأثير على مزاج الناخب ورغبته في التغيير، وهذا العامل يستفيد منه بالدرجة الاولى فريق المجتمع المدني على تنوعه، والمجموعات والقوى اليسارية التي تحاول ايضا ان تشكل قوة منافسة في الانتخابات المقبلة رغم محدودية نموّها وتأثيرها حتى الآن.

 

وبرأي المصدر ان هناك عاملا مستجدا فرض نفسه من شأنه ان يحدث تأثيراً على مسار ونتائج الانتخابات لا سيما في المناطق السنية او المناطق المختلطة ذات الوجود السني، وهذا العام يتمثل بانسحاب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل في المعركة الانتخابية وقراره بتعليق العمل السياسي والنيابي حتى اشعار آخر.

 

وتجمع الاوساط السياسية على ان هذا القرار ادى الى خلط الاوراق بقوة في الدوائر المذكورة، وترك وسيترك بصماته على رسم التحالفات واللوائح الانتخابية لا سيما في بيروت وصيدا وطرابلس والشمال عموما والبقاع الغربي، وفي زخلة ايضاً.

 

ويقول مصدر نيابي مطلع ان العاصمة تشهد منذ اعلان الحريري قراره حركة ناشطة غير معلنة لاستقطاب جمهور المستقبل وكسب اصواته، لكنه من السابق لاوانه اعطاء صورة واضحة وحاسمة عن نتائج عملية خلط الاوراق التي احدثتها خطوة رئيس تيار المستقبل.

 

ويؤكد المصدر ان النتيجة الاولى وشبه المؤكدة ان نسبة ملحوظة من الناخبين السنّة في بيروت لن يذهبوا في أيار الى صناديق الاقتراع ما يعني عمليا ان الحاصل الانتخابي سينخفض وبالتالي ان فوز المرشح سيكون بنسبة اقل من الاصوات عن الانتخابات الماضية.

 

ووفقا للاجواء التي رصدت مؤخراً فان دائرة بيروت الثانية ذات الثقل السنيّ ستشهد مروحة من المعارك الانتخابية وكثرة لوائح تفوق عدد اللوائح الكثيرة التي شكلت في معركة الانتخابات الماضية رغم ترجيح انخفاض نسبي للمشاركة السنيّة في الاستحقاق الانتخابي.

 

وابرز اللوائح التي في طريقها الى التبلور: لائحة تحالف الثنائي الشيعي مع بعض الشخصيات والقوى السياسية التي لن تشارك فيها هذه المرة جمعية المشاريع الخيرىة الاسلامية (الأحباس)، حيث تتجه لتشيكل لائحة مستقلة بمشاركة مرشحين وشخصيات بيروتية.

 

وفي تقدير مصادر الاحباش انهم سيحصلون من خلال هذه اللائحة المستقلة دون التحالف مع الثنائي الشيعي على حاصلين اي على معقدين نيابيين وليس مقعد واحد كما حصل في الانتخابات الماضية.

 

وتقول المعلومات ان قرار انفراد الاحباش بلائحة مستقلة لم يحسم بصورة نهائية، ولكن الاتجاه الاقوى يسير نحو هذا الخيار.

 

اما الثنائي الشيعي فانه ينطلق بلائحته من كتلة انتخابية قوية في الاوساط الشيعية تتجاوز ثلاثة ارباع او ثلثي اصوات الشيعة، مع العلم ان نسبة تصويت الشيعة في هذه الدائرة قد تتجاوز النسبة التي سجلت في الانتخابات الماضية نظرا لحدّة وشراسة المعركة.

 

وفي ضوء انسحاب الحريري وتيار المستقبل من المعركة فان حصة الثنائي الشيعي من الاصوات السنيّة ستزيد عن حصة الانتخابات الماضية، لا سيما ان هناك عددا من الناخبين السنّة يميلون نحو الاعتدال ورفض الشعارات المتشددة لخصوم الثنائي الشيعي مثلما يفعل النائب فؤاد مخزومي وبهاء الحريري.

 

وينتظر ان يشكل النائب مخزومي لائحته بمشاركة شخصيات بيروتية وبعض الناشطين الذين يعتبرون انفسهم من فريق المجتمع المدني، ويعول في معركته على خطاب اشتدت حدّته ضد حزب الله، وعلى رفع شعارات الجماعات المدنية لا سيما على صعيد تداعيات الازمة الاقتصادية والمالية على المواطنين.

 

ويسعى مخزومي الى تحقيق نتائج اكثر تقدما عما حققه في المعركة السابقة مستندا الى جانب هذا الخطاب على المساعدات الاجتماعية والمالية والصحية التي يقدمها لا سيما في المواسم الانتخابية.

 

وتتوقع اوساط المخزومي ان تفوز اللائحة باكثر من مقعد، ويذهب بعضهم الى القول انها ستحظي بثلاثة مقاعد.

 

اما اللائحة الرابعة فستكون لائحة بهاء الحريري الذي لم يقرر ما اذا كان سيترشح شخصيا ام لا، لكن المؤكد انه يسعى بقوة الى الفوز باكبر نسبة رصيد شقيقه وتيار المستقبل الانتخابي.

 

وتعوّل مصادر سياسية بيروتية ان بهاء الحريري غير قادر على كسب غطاء عائلة الحريري الصغير، ولا على الفوز برصيد شقيقه الشعبي، لكنه يتطلع الى تشكيل لائحة مؤثرة من شخصيات وجمعيات بيروتية سيكون لها تأثيرها في الانتخابات اكثر بعد انسحاب شقيقه والمستقبل من الساحة السياسية.

 

وتشير هذه المصادر ان هذا التوجه في بيروت سيكون نموذجا ايضا لتوجه بهاء الحريري الانتخابي في باقي الدوائر ذات الثقل السنّي، لافتة الى انه من المبكر تحديد نسبة نجاح الشقيق الاكبر في عائلة الحريري العائد الى لبنان بعد غياب طويل، والذي لم يكن في كل المراحل على تماس مع مشاكل اللبنانيين والجمهور السني باستثناء دور محدود في بعض الجمعيات التي تدور في فلكه.

 

وتلفت المصادر ايضا الى ان بهاء الحريري خصص نسبة معينة من الاموال لتمويل حملته الانتخابية، لكن هذه النسبة لا يمكن ان ترجح كفّة لوائحه في الاستحقاق الانتخابي، على قدر الامال التي يعلقها على هذا الاستحقاق.

 

كذلك قطعت الاتصالات شوطا لا بأس به لتشكيل لائحة المجتمع المدني في الدائرة الثانية، والتي يتوقع ان تضم اعضاء نشطوا في انتفاضة 17 تشرين وما بعدها.

 

ورغم ان جهودا حثيثة بذلت لتكون هذه اللائحة ممثلة لكل جماعات المجتمع المدني، فان ما يسجل حتى الان هو انها لن تكون شاملة ولن تمثل كل التيارات الناشطة اجتماعيا وسياسيا.

 

وتعول اللائحة على الفوز باصوات الناخبين من مختلف المذاهب والطوائف، ولا تستبعد احداث خرق جيد في نتائج الانتخابات.

 

وهناك ايضا محاولات لتشكيل لائحة من نواب وقيادات في تيار المستقبل، يتجهون الى خوض المعركة بصفة مستقلة وخارج الاطار الحزبي، وتكشف المصادر الى ان اتصالات بدأ يجريها هؤلاء بين بعضهم البعض ومع بعض القوى في بيروت.

 

ويعوّل هؤلاء على كسب نسبة ملحوظة من اصوات المستقبل، خصوصا ان جمهور هذا التيار لا يميل الى تأييد لائحة بهاء الحريري او باقي اللوائح، وهناك جزء منه يفضل الالتزام في المنازل يوم الانتخابات.