18 كانون 2016 هو عند جزء كبير من اللبنانيين يومٌ تاريخي، وعند الجزء الآخر يوم ردة الفعل…
مما لا شك فيه أن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية أحدثا خرقًا كبيرًا في علاقتهما مع بعضهما البعض، لكن الرئاسة ليست مجرد تفاهم بين الرابية ومعراب، فبعد الذي جرى أمس بات لبنان أمام المشهد التالي:
رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجيه مرشحٌ جدي ولكن غير رسمي منذ لقاء 17 تشرين الثاني 2015 مع الرئيس سعد الحريري.
رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون مرشح الدكتور سمير جعجع.
كيف ستتطور الامور بعد هذين التطورين الكبيرين؟
لا بد من التوقف عند المؤشرات والمعطيات التالية:
هناك جلسة انتخابات في الثامن من شباط المقبل هي الجلسة الرقم 35، فهل ستكون الجلسة التي ستشهد انتخاب الرئيس؟
المرشح سليمان فرنجيه يعلن من بكركي، الاستمرار في معركة الرئاسة، فهل سنكون امام المشهد الذي ساد منذ قرابة النصف قرن بين الرئيس الراحل سليمان فرنجيه والرئيس الراحل الياس سركيس؟
ماذا سيكون عليه موقف حزب الله خصوصًا أن المرشحين هما من حلفائه؟
***
في مطلق الأَحوال فإن الفضل في تحريك ملف الرئاسة يعود إلى الرئيس سعد الحريري الذي حين رأى أن هذا الملف دخل نفق المأزق بادر إلى تحريك مياه المستنقع الرئاسي، سعد الحريري في هذا الموقف برهن عن فروسية سياسية قلَّ نظيرها، فهو الرجل الذي يُقرن القول بالفعل، لم يترك الامور على غاربها كما فعل سائر السياسيين بل أقدَم حيث تراجع الآخرون، قام بالحركة الكبرى التي تعني فتح الباب امام تبني ترشيح الوزير فرنجيه، فأيُّ عمل قام به وكان بالامكان القيام بغيره؟
أليس تحريك ملف رئاسة الجمهورية عملا شريفا؟
أليس تبني ترشيح احد الأقطاب الاربعة عملا شريفا؟
الرئيس سعد الحريري استمرَّ متبنيًا ترشيح الدكتور سمير جعجع على مدى ثمانية عشر شهرًا، فإلى متى سيستمر هذا التبني من دون طائل؟
أجرى الرئيس سعد الحريري قراءته للتطورات:
البلد أصبح في وضعٍ منهك. البلد ينتقل من الإهتراء إلى التحلل. البلد لا يستطيع ان يستمر على هذا المنوال، فاتخذ قراره الشجاع.
***
لكن أبعد من ذلك، هناك الوقائع والارقام، فماذا تقول هذه الأرقام؟
الوزير فرنجيه يحظى بأصوات تيار المستقبل وكتلة النائب وليد جنبلاط وعدد كبير من النواب المستقلين.
في المقابل يحظى العماد عون بأصوات كتلة نواب حزب الله وكتلة نواب القوات اللبنانية وبعض المستقلين.
أما نواب الكتائب فقد يقترعون للوزير فرنجيه أو بأوراق بيض.
***
إذا إنها معركة أصوات، والرئيس سعد الحريري متيقِّظ لهذا الأمر.
وفي مطلق الأحوال وايًا تكن الإعتبارات، فإنه يُسجَّل للرئيس سعد الحريري، إذا وصل الوزير فرنجيه إلى بعبدا، أنه صانع الرؤساء، وإذا وصل العماد عون أن له الفضل الأكبر في وصوله.