IMLebanon

سعد الحريري يريد للجميع  أن يتشاركوا في الإنتصار

إنتهت الإنتخابات البلدية والإختيارية في بيروت والبقاع، وفي قراءة منطقية لها لا بد من حديث من العقل إلى العقل… لنضع العواطف جانباً ولننتقل من ردة الفعل الى الفعل.

في بيروت حقق الرئيس سعد الحريري جملة انتصارات، وهذه هي: إنتصر في المناصفة، فبالنسبة إليه الإنتصار من دون مناصفة هو هزيمة، لأن عدم تحقيق المناصفة سيؤدي إلى خلل في التوازن في البلد يبدأ في المجلس البلدي ولا يُعرَف أين ينتهي.

إنتصر في الحفاظ على عراقة بيروت وعلى تراث بيروت وعلى هوية بيروت وعلى تاريخ بيروت، فاللوائح الأخرى لم تُراعِ التوازن الطائفي، مع أنَّها ضمَّت وجوهاً نيَّرة وخيِّرة، لكنَّ التوازنات في البلد هي شيء بمثابة الخط الأحمر الذي لا يجوز تجاوزه.

إنتصر على كارهي أنفسهم وكارهي العاصمة وإنمائها، هؤلاء حين يكرهون أنفسهم فإنهم لا يحبون أحداً، فكيف لهم أن يحبُّوا عاصمتهم؟

إنتصر على قليلي الوفاء، فهؤلاء يمتلكون موهبة نقل البندقية من كتفٍ إلى كتف، وحسناً فعلوا لأنهم خفَّفوا أعباءً عن الرئيس سعد الحريري وعن بيت الوسط. هؤلاء بماذا يبرِّرون هذا التحوُّل؟ هل تحقّقت مطالبهم إلى حيث ذهبوا؟

إنتصر على مُدَّعي الديمقراطية، كيف لبيروت أُم الشرائع أن لا ينتخب منها أكثر من عشرين في المئة؟ والثمانون في المئة الذين لازموا منازلهم ولم يشاركوا، كيف سيرفعون الصوت لتحقيق مطالبهم إذا كانوا لا يشاركون في واجباتهم الديمقراطية؟

وهؤلاء كيف ينتصرون مع المنتصِرين إذا لم يشاركوا في صنع الإنتصار؟

***

الذي يريد التغيير عليه أن يشارك في صنعه لا أن ينادي به فقط، فالرئيس سعد الحريري لا يجلس في بيت الوسط ويحاضر في الناس، بل ينزل إلى الأرض ويستمع إلى هموم الناس ويلاحق الملفات ويسافر ويلتقي رؤساء الدول وقادتها.

يعرف الأولويات، ويعرف أنَّ الإستحقاق الأول والأهم هو إنتخابات رئاسة الجمهورية وبعد هذا الإستحقاق تأتي الإنتخابات النيابية، هو لا يُضيِّع في الأولويات على رغم كل الضجيج والصراخ والصخب.

ستكثر التحليلات والإجتهادات والتنظيرات حول ما حدث في أحد العاصمة لكنَّ التحدي الأكبر هو ما بعد الإنتخابات البلدية والإختيارية:

الإنتصار الحقيقي الذي سيحقِّقه الرئيس سعد الحريري هو في حثِّه المجلس البلدي الجديد في بيروت على فتح ذراعيه للجميع:

للذين شاركوا وللذين لم يشاركوا، للوائح المقابِلة التي لم تحقق أيَّ شيء، صحيح أنَّ المجلس البلدي الجديد له أفكاره ومشاريعه ولكن لا بأس من الإنفتاح على اللوائح التي سقطت، من خلال مناقشتها في مشاريعها، ففي نهاية المطاف لا بد من الأخذ بالأفكار المفيدة والعملية، من أيِّ جهةٍ أتت.

***

في المحصِّلة، مبروك سعد الحريري، لقد انتصرت وانتصر معك البيارتة… ولبنان.