IMLebanon

ما بعد مُقاطعة الحريري لن يكون كما قبله إنتخابياً عين مُرشّحي المجتمع المدني على مقاعد «المستقبل»

 

 

لا تقتصر المخاوف من البدائل التي لا تزال غير مطروحة من أجل ملء الفراغ الذي بدأ يتكوّن على الساحة الوطنية، كما على الساحة السنّية، بل تنسحب أيضاً على الكتلة النيابية التي ستملأ أيضاً المقاعد التي كان يشغلها نواب «تيارالمستقبل» وستكون شاغرة بمجملها، إن لم يكن كلها، في البرلمان الجديد.

 

وعلى الرغم من أنه من المبكر الدخول في أية سيناريوهات متسرّعة حول هذه الساحة، فإن الثابت اليوم، وكما يقول نائب مخضرم في مجالسه، أن الإرباك سيسود لبعض الوقت الساحة السنّية على وجه الخصوص، بانتظار ظهور المحاولات من قبل الأطراف السياسية للتعبير عن طريقة تعاطيها مع الحدث المتمثّل بمقاطعة الرئيس سعد الحريري وتياره للإنتخابات النيابية المقبلة، وبالتالي، ابتعاد الحريري وفريقه السياسي عن الحياة السياسية وعن الساحة الداخلية، في خطوة غير مسبوقة فاجأت الجميع، وما زالت طريقة التعاطي معها ومقاربة ذيولها يكتنفها مناخ من «الضعضعة» والضياع على حدٍّ سواء.

 

أما إذا كانت الوجهة التي اختارها الحريري و «التيار الأزرق» بمقاطعة الإستحقاق الإنتخابي النيابي، قد تسبّبت باندلاع سجالات على أكثر من محور وجبهة، كما أضاف النائب المخضرم، فإن المرحلة المقبلة مرشّحة لأن تشهد المزيد من هذه المواجهات، إلا إذا استطاع حلفاء الحريري أن ينضووا تحت عناوين سياسية واضحة تمهّد لخوضهم الإنتخابات النيابية مجتمعين على مشروع إنتخابي واحد، يؤدي إلى ملء الفراغ الذي سيحدثه غياب الحريري ونوابه وبعض المقرّبين منه. وعليه، فإن تموضع «تيارالمستقبل» الجديد لن يطال دوره على الصعيد الإجتماعي أو الإنمائي، لا سيما في هذه الظروف الصعبة، حيث يستعدّ «التيار الأزرق» للإنطلاق في الميدان الإجتماعي والصحي، كما التربوي.

 

وبناء على التوجّهات «المستقبلية» المقبلة، فإن أطرافاً سياسية وحزبية، بدأت تعدّ العدّة من أجل مدّ اليد على المقاعد التي يشغلها نواب «المستقبل»، تزامناً مع إعلان ما يشبه الإستنفار لدى مجموعات المجتمع المدني، والتي كانت بدأت في إعداد اللوائح، خصوصاً التي ستخوض من خلالها الإنتخابات في دوائر العاصمة بشكل خاص، بعدما شهدت المعادلات الإنتخابية تحوّلات نوعية بسبب شغور المقاعد السنّية التي يشغلها نواب «المستقبل»، وهو ما يستدعي وضع استراتيجيات جديدة لخوض السباق الإنتخابي.

 

وبرأي النائب المخضرم نفسه، فإن غياب «المستقبل»، سيدفع نحو زيادة عدد المرشحين على جبهة المستقلّين والمجتمع المدني، كون الأحزاب قد أنجزت، أو اقتربت من إنجاز كل لوائحها، ولذلك، فإن الإجتماعات تكاد تكون مفتوحة في أوساط هذا الفريق الذي لم ينجح حتى الساعة في توحيد صفوفه في وجه الأحزاب، وبالتالي، فإن ما بعد قرار مقاطعة الحريري، لن يكون كما قبله، إذ أن الأكيد أن التنسيق بين المجموعات المدنية والنواب المستقيلين والشخصيات المستقلة، سيكون عنوان المرحلة المقبلة، وتحديداً في ضوء «تناتش» البعض للإستيلاء على مقاعد «التيار الأزرق» في الإنتخابات النيابية المقبلة.