هو ليس سعد الحريري فحسب،
إنه سعد رفيق الحريري،
إبنُ أبيه،
سرُّ أبيه،
كنزُ أبيه.
مين خلَّف ما مات،
ورفيق الحريري استشهد لكنه لم يمُت،
هو مستمر في روح الشاب سعد الحريري وفي عقله وفي وعيه وفي عزمِهِ وفي صدقِهِ وفي اخلاصِهِ وفي وفائِهِ وفي اعتدالِهِ.
أحد عشر عاماً على الإستشهاد، ذكرى رفيق الحريري تكبر وتكبر، ومسؤولية سعد الحريري تكبر وتكبر… إنه أم الصبي وصاحب الالتزام والأمين على العهد والوعد وحامل الآمال والآلام والأحلام والهدف… يعرف انه انطلق من حفرة السان جورج، ومنذ ذلك التاريخ وكثيرون يحاولون ان يُبقوا الوطن في الحفرة، لكن سعد الحريري يريد لكل الوطن ولكل المواطنين ان يخرجوا من الحفرة وان ينطلقوا في اتجاه الهدف الذي رسمه رفيق الحريري والذي قال فيه يوماً: البلد اكبر منا جميعاً… لا أحد أكبر من بلده.
سعد الحريري كان أمس يومه، اثبت له الجميع الاخلاص مثلما أثبت لهم الوفاء، بالنسبة اليه السياسة وسيلة وليست غاية، لكنها قبل كل شيء وسيلة شريفة وليست غير ذلك.
والتزاماً بهذا الشرف، وانطلاقا منه، مدّ يداً مخلصة الى الجميع، حاور الجميع، لم يتخلَّ عن ثوابته لم يبع ولم يشتر لا في السياسة ولا في الحوار، واثقاً من نفسه ومن حيثيته ومن شعبيته، فهو رئيس أكبر كتلة برلمانية. لا رئاسة جمهورية من دونِهِ ولا حكومة ولا حوار، ومع ذلك بقي دائماً وابداً على تواضعه السياسي.
يعرف ان الحمل ثقيل، ويعرف ان المنطقة على فوهة بركان ويعرف ان لبنان في عين العاصفة ويعرف ان لا خلاص الا بالوحدة ويعرف ان كثيرين يتصرفون من باب الهواية السياسية فيما المطلوب أكثر من حنكة.
سعد الحريري في قلب لبنان ولبنان في قلبِهِ
لم يغادره الا قسراً ولا يعود اليه الا طوعاً
انها عودة الشاب الزعيم.
بعض الناس يقعون في المأزق ولا يخرجون منه
أما سعد الحريري فيحوّل المأزق الى فرصة:
فرصة للنهوض بالبلد
فرصة لأعطاء الأمل
فرصة لأفهام الجميع ان لا أحد أكبر من بلده.
سعد الحريري… أهلا.