كثير أن يُهان لبنان، ويسُتخف بأهله مرتين، في يومين: الأولى على حساب جيشه، من وراء الحدود، والثانية على حساب نسائه، من داخل الحدود.
– فحين تتقدم المعارضة السورية ببيان الى مجلس الأمن احتجاجاً على ما سمته بـ”انتهاك الجيش اللبناني لحقوق الانسان، والاعتداء على النازحين في عرسال”، وتتناسى ما تلقّاه من اعتداءات ممن ينسبون أنفسهم إليها، وما يحوط مهمته الأمنية من أخطار، بسبب تدفق النازحين السوريين، تكون تعتدي على كرامة لبنان وتخدم النظام الذي تحاربه في دمشق، كما تخدم حلفاءه في لبنان، الذين لا يخفون رغبتهم في أن يستعر العداء بين الجيش وبين المعارضين هؤلاء.
تعرف هذه المعارضة أن بيانها لن يصل الى مكان، وتتجاهل ان مبادرتها الدولية لا تلقى حتى تأييد اللبنانيين مؤيدي ثورتها. فالجيش اللبناني يظل، برغم كل الملاحظات، عماد ارادة هؤلاء في العبور الى الدولة، والمؤسسةُ العسكرية، أياً تكن قيادتُها، محل احترام اللبنانيين، ودعمهم، الى حد تقديرهم لحظات الضعف التي اعتورت دورها، بعد الطائف، وأبرزها وقوفها متفرجة في 7 أيار 2008، وتمجيدهم حرصها على الحرية في 14 آذار 2005، برغم القبضة السورية، ومشايعيها. وليس أكثر من قوى 14 آذار معرفة بمسايرة الجيش، راغباً أو مرغماً، “قوى الأمر الواقع”، كما يوم خطفت “القمصان السود” غالبية نيابية ليشكل نجيب ميقاتي حكومة “حزب الله” منتصف العام 2011.
لكن البيان، برغم سوئه، فكرةً ومضموناً، وتعليقيَ فيصل القاسم، المنقلب من بعثي مخلص، الى ثوري مزايد، ولؤي المقداد، الذي تنقصه الروية والأناة، سمح بفرصة جديدة كي يهيل أحد المكونات اللبنانية تراب النسيان على تطلع تاريخي الى الهوية القومية الكبرى، على حساب الهوية الوطنية اللبنانية.
فبيان سعد الحريري، رداً على المعارضة السورية، بما يمثله لبنانياً، قال مجدداً أن “لبنان أولاً”، وتقدم الصفوف ليصد، معنوياً، اعتداءً على كرامة الوطن بحفظ كرامة جيشه.
■ ■ ■
– أكثر من 5 آلاف مشاهدة، في أقل من 10 ساعات، سجّلها شريط فيديو نقل لحظات من الديبلوماسية “الراقية” للوزير “المعجزة” جبران باسيل. أقل ما يقال في الشريط وبطلِهِ: هَزُلَت. فعلاً هَزُلَت. فهل تعكس مشاهد الشريط ما تنطوي عليه نفسية الوزير من تودد رخيص الى وزير خارجية الامارات، أظهره بإشارات من يده.
من لا يحترم نفسه كيف يمكن أن يُحترم مقامُه وما يمثل؟
منذ سنوات ووزارة الخارجية تتخلف في رأس هرمها. فأين هذا المتملق الرفيع من وزراء خارجية كشارل مالك وكميل شمعون وفؤاد بطرس وفيليب تقلا، وايلي سالم؟
سؤال: لماذا لا تتقدم المرأة اللبنانية؟ جواب: لأن وراءها رجالاً متخلفين.