IMLebanon

السبهان يسدّد ثمن صفقة «السوبر توكانو» للجيش

فيما يبدو مصير قانون الانتخاب العتيد اقرب الى لغز محير تترجمه بورصة التوقعات اليومية المتسمة بتضارب واضح بين من يذهب الى زف نبأ ولادته خلال ايام ومن يحاذر المبالغة في التفاؤل او ينحو نحو السلبية ، تغرق اجتماعات اللجنة الرباعية، والاطراف المعنية بالقانون في جولات نقاش ماراتونية، تحت الطاولة وفوقها، لبلوغ صيغة «المعقول والمقبول».وبانتظار ما ستفضي اليه كل تلك الاتصالات، دخل العامل الاقليمي على الخط من جديد، من ادراج واشنطن لكيانات لبنانية تابعة لحزب الله على لائحة العقوبات «الايرانية»، الى زيارة الوزير السعودي المفاجئة الى بيروت، وما بينهما من تصاعد متسارع لحدة التوتر الايراني-الاميركي، ما ينبئ بتعثر الولادة النيابية، من جهة، وقرب هبوب عاصفة سياسية قد تشهدها حتما الساحة اللبنانية.

اللافت ان الزيارة غير المقررة جاءت بعد ساعات من اتصالات بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وعدد من المسؤولين الاميركيين، وبعد ساعات من ادراج اسماء كيانات لبنانية في اطار العقوبات المتخذة بحق الجمهورية الاسلامية، حيث علم في هذا الاطار ان الضيف السعودي سيبلغ القيادة اللبنانية بقرار تعيين سفير جديد للمملكة مؤكدا على جدية متابعة القرارات المتخذة خلال زيارة الرئيس عون للرياض، واولى البوادر تسديد ثمن صفقة السوبر توكانو للجيش.

علما ان العقوبات ضد طهران شملت شخصيات وشركات لبنانية ، في تطور لافت، حيث اورد الحساب الرسمي لوزارة الخارجية الاميركية على «تويتر»، أن مكتب التحكم بالأرصدة الاجنبية التابع للوزارة حدد شبكة دعم «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني والتي مقرها في لبنان ، والمؤلفة من سبعة أفراد وكيانات تعمل مع حزب الله ، معتبرة ان «هذه التصنيفات بشكل عام هي إجراءات هامة لمحاربة نشاطات إيران الشريرة، والتي تقع خارج نطاق خطة العمل المشتركة الشاملة، وسنستمر بالتصدي لدعم إيران للإرهاب وبرنامجها للصواريخ الباليستية والنشاطات الأخرى المزعزعة للاستقرار».

وتكشف المصادر ان الزيارة تأتي من ضمن الرد الذي قررت الادارة الاميركية المبادرة اليه بالتعاون مع حلفائها في مواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية في كل ساحات نفوذها، وفي هذا الاطار تشير مصادر مطلعة الى ان المملكة انجزت خطة لاعادة احياء قوى الرابع عشر من آذار ضمن شكل جديد، من ضمنه تحالف مستقبلي -اشتراكي، ستكون اولى مهامه انجاز الانتخابات النيابية والخروج منها بكتلة نيابية وازنة تدعم التوازن الذي ارساه عودة الرئيس سعد الحريري الى السلطة ، مضيفة ان المملكة ابدت استعدادها لتمويل تكاليف المواجهة مع طهران من سوريا الى لبنان واليمن مرورا بالعراق بالتعاون مع مجموعة من الدول الخليجية.

وتكشف المصادر ان الفترة المقبلة ستشهد «شدشدة» للساحة السنية ،حيث ستكون مهمة السفير الجديد اعادة اللحمة الى صفوف الطائفة وتامين جبهة عريضة في مواجهة القوى المؤيدة لسوريا وايران في لبنان، متوقعة في هذا الاطار تفعيل نظام العقوبات الخليجي ضد الحزب، في الوقت نفسه الذي تامل فيه بتحييد الدولة ومؤسساتها ، معولة في هذا الاطار على التناغم الرئاسي بين الجنرال والشيخ.

فهل بدأت فعلا المواجهة الاميركية – الايرانية؟ والى اي مدى ستبلغها لبنانيا في ظل اعادة احياء الحلف الذي ثبتت دعائمه الادارة الجمهورية للرئيس بوش عام 2005؟

وكان السبهان التقى امس رئىس الجمهورية العماد ميشال عون ورئىس الحكومة سعد الحريري والرئيس تمام سلام ورئىس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، حيث قال بعد لقائه عون انه ابلغه عن تعيين سفير جديد للمملكة في لبنان وزيادة رحلات شركة الطيران السعودية الى مطار رفيق الحريري الدولي وعودة السعوديين لزيارة لبنان وتمضية عطلاتهم السياحية فيه.