IMLebanon

تخريب!

اللبنانيون كل اللبنانيين، يحملون همّ النفايات التي تتكدس وتتحول إلى جبال في كل الأمكنة بمن فيها، كمن يسمونها عاصمة العواصم بيروت، حاملة معها الروائح الكريهة والأمراض المعدية، بينما التيار الوطني الحر وحليفه مشغولين بآلية عمل مجلس الوزراء وهل تتخذ قراراته بالأكثرية المطلقة أو بأكثرية الثلثين أو بالتوافق وبالتعيينات الأمنية من قائد الجيش إلى رئيس الأركان ومدير المخابرات، سلّة واحدة ويرفضون بشكل قاطع لجوء وزير الدفاع مكرهاً إلى التمديد لمنع الشغور في هذه الى مراكز القيادية الحسّاسة في حال تعذر اتفاق الوزراء الأربعة والعشرين على التعيين، وكأن الحل في وقت قريب، وهي تُهدّد اللبنانيين بالوباء ولا أزمة دفع رواتب موظفي القطاع العام بعد شهرين، ولا أزمة ركود اقتصادي مخيف بات يُهدّد بتسريح آلاف العمال اللبنانيين ليتحولوا إلى مشكلة اجتماعية، ولا أزمة تراجع الحركة السياحية نتيجة عزوف السيّاح عن المجيء إلى لبنان بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة وما يترتب على ذلك من مزيد من الركود الاقتصادي، ومزيد من الافلاسات ومزيد من العاطلين عن العمل، ولا الأزمات الأخرى التي تنتظر الجميع مع مطلع العام الدراسي والأعباء المالية التي تترتب على الأهل لإرسال أولادهم إلى المدارس وعجزهم عن تأمين هذه المترتبات، ولا الأزمة التي تواجه اللبنانيين لتأمين مستلزمات الشتاء الذي يحمل معه البرد، ولا حتى آخر المسلسل الطويل من الأزمات المتراكمة بسبب استمرار التيار الوطني الحر وحزب الله على تعطيل مجلس الوزراء ومنعه من الاقتراب من كل الملفات العالقة والمتراكمة في جدول أعمال هذا المجلس والمتعلقة بتسيير شؤون وعمل الدولة ومنعها من الانهيار والافلاس أو من الاثنين معاً، فهل سأل هذان المكونان مرّة واحدة أنفسهم وذواتهم إلى أين يذهبون بالدولة بل هل سألوا ذواتهم ولو مرّة واحدة لماذا يقدمون على ما يقدمون عليه في وقت يتاجرون بلبنان عندما يدعون الحرص عليه وعلى تقدمه وازدهاره، وراحة أبنائه، هل انهم فقدوا فعلا الإحساس بكل مسؤولية وطنية وشعبية وتركوا العنان لشهواتهم في الوصول إلى السلطة لو بعد ان يتحول البلد والدولة كلها إلى ركام لكن المسؤولية لا تقع عليهم وحدهم، بل يتحملها عنهم الشعب اللبناني الذي مازال حتى الآن، ورغم كل هذه الممارسات السلبية يؤيدهم وينساق وراءهم بوصفهم مخلصين وليسوا مرتكبين بحق الوطن وأبنائه، نعم تقع المسؤولية الأولى والاخيرة على هذا الفريق الذي يلتزم الصمت ولا يرفعه داعياً هؤلاء إلى الخروج من حيادته ومن الحياة السياسية بشكل تام لأنهم فشلوا فشلا ذريعا في قيادة هذا الشعب وفي توفير الحد الأدنى ليعيش حياته بكرامة بدلا من ان يقف على أبواب السفارات طلباً للهجرة وبحثاً عن لقمة العيش التي فقدها أو كاد في بلده، نتيجة سياسة الافقار والتعطيل والشلل التي يمارسها فريق سياسي يدعي في العلن انه يدافع عن الحقوق ويعمل في السر على تخريب الوطن بافقار شعبه وتحويله إلى بؤرة موبوءة غير قابلة للحياة.