IMLebanon

الإستعانة بصبرا وشاتيلا

 

 

السيّد حسن نصرالله اضطرّ للعودة أربعين سنة إلى الوراء ليَنسب إلى معارضيه مجزرة لم تظهر حقيقتها حتى اليوم وقد اغتيل بسببها أحد رموز تلك المرحلة قبل الإدلاء بشهادته المُنتظرة أمام المحاكم الدوليّة.

 

دون أن ننسى أن تلك المجزرة المؤسفة هي واحدة من عشرات مجازر الحرب اللبنانيّة المؤلمة من السعديّات والدامور الى بيت ملّات وتل عبّاس الى القاع والعيشيّة، الى قصف المئة يوم على الأشرفية عدا ملحمة زحلة وغيرها وغيرها…

 

النبش في التاريخ لشيطنة الخصوم يعني أن ليس في الحاضر أيّ إنجاز يُفتَخَر به لتبرير الهيمنة على الدولة. علماً أنّ «حزب الله» لم يكن موجوداً في العام 1982، وكلّ السياديّين اليوم ليس لهم أيّ علاقة بصبرا وشاتيلا، فلا لزوم لاستحضار المآسي لتبرير الدخول في المحاور والصراعات والحروب. بين 17 تشرين 2019 وتشرين 2022، مرّت ثلاث سنوات بالتمام، أي 36 شهراً، يعني ألفاً ومئة يوم.

 

ثلاث سنوات والقابضون على الحكم بشكل مطلق معروفون، وهم «حزب الله» والتيّار الحرّ ومنظومتهما.

 

والذين خارج الحكم والحكومة بشكل كامل معروفون وهم المعارضون السياديّون على مختلف تنوّعهم من كلّ الطوائف.

 

ثلاث سنوات أطبقت فيها الطبقة الحاكمة الحاليّة، ودون مشاركة أحد، على مفاصل البلاد وأنفاس العباد حيث باتت جهنّم أرحم مع شياطينها.

 

مخطئ من يظنّ أنّ الناس يبحثون عن الحقيقة وعن حقائق السنوات الثلاث. فحدسهم أصدق إنباء من كلّ الأحكام. فهم يعرفون من فجّر المرفأ وما تبعه من اغتيالات مُبهمة. وهم يعرفون من أغرق لبنان في الديون. وهم يعرفون من اختلس أموالهم من المصارف. وهم يعرفون من استباح المطار والمرافئ والمرافق. وهم يعرفون من هرّب على مدى السنوات الثلاث، وربّما حتى اليوم، كلّ ما هو مدعوم من مال الخزينة، أيّ من مال الشعب، عبر الحدود وبدون حدود، حتى طارت معظم أموال المصرف المركزي وطارت معها ودائع المودعين الذين يَبكون جنى العمر في سابقة لم يحصل مثلها في تاريخ البشريّة. وهم يعرفون كيف اغتنى الحُكّام وافتقر الشعب. وهم يعرفون كم كانت ثروة من تولّى السلطة، قبل وبعد وصوله الى الكراسي. وهم يعرفون أن الإدارة محشوّة حشواً بعشرات آلاف الموظفين الوهميّين من جماعة السلاطين، من موظفّين متوفّين وموظفّين لا يحضرون وموظفّين على عينك يا تاجر في غير مؤسسات يعملون. وهم يعرفون ماذا يجري في وزارات الأشغال والشؤون والعمل والإتصالات وغيرها.

 

والناس يعرفون ماذا يجري في شركات الخليوي وأوجيرو. والناس يعرفون ماذا حصل ويحصل في وزارة الطاقة والكهرباء المظلمة والسدود الفاشلة والفيول المغشوش المتصاعد من دواخين الذوق،

 

واللائحة تطول وتطول.

 

الناس لم يعودوا بحاجة لقضاة، لا أصلاء ولا رُدَفاء، ولم يعودوا بحاجة لأحكام وقرارات قضائيّة لمعرفة المرتكب. الشعب يعرف المجرم والمهرّب والسارق والمستفيد ومستغلّ السلطة والنفوذ، والشعب يعرف أنّ العدالة اللبنانيّة لن تنال من أحد منهم.

 

إذا لم يفرز الاستحقاق الرئاسي رئيساً من طينة بشير وصلابة بشير ومدرسة بشير يكون قادراً على قلب المشهد وبناء الدولة العادلة المستقلة المستقرة المزدهرة الحياديّة، فإنّنا سوف نُطالب المجتمع الدولي بلجان تحقيق وتقصّي حقائق ومحاكم جنائيّة دوليّة تقتصّ مِمّن أوصل لبنان الى الإنهيار وتعليق مشانق مَنْ تسبّب بتفجير المرفأ وبيروت ومن نهب الخزينة وودائع الناس.

 

لن نيأس، لن نستكين، لن نرتاح.

 

(*)عضو «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»