قرأت استبياناً عالمياً عن أفضل الوجهات سياحياً.
والتي تهمني هي الوجهات العربية، فكان الترتيب كالتالي: الإمارات (المرتبة 29 عالمياً)، البحرين (المرتبة 60)، السعودية (المرتبة 63) – وقد يكون السبب في الارتفاع هو السياحة الدينية، ثم المغرب (المرتبة 65)، عمان (المرتبة 66)، مصر (المرتبة 74)، الأردن (المرتبة 75)، تونس (المرتبة 87) وقد يكون السبب في الانخفاض هو الخريف العربي الذي انطلق منها. وفي ذيل القائمة يأتي لبنان الذي احتل بكل أسف (المرتبة 96 عالمياً)، والذي أثار حزني حقيقة هو لبنان الذي كان قديماً يحتل المركز الأول عن جدارة.
لأنه من وجهة نظري هو من أجمل بلاد الدنيا، لو أنه سلم من عبث بعض العرب وعبث بعض أبنائه، وبدأ العبث من «اتفاق القاهرة» المشؤوم، وبعدها كرت السبحة في منتصف السبعينات عندما أطلق زعماء العرب يد الأسد الأب في مقدرات لبنان التعيس.
وعاثت به المقاومة الفلسطينية، ثم إسرائيل، وها هو «حزب الله» يكمل الناقص مع زعيمه المعمم صاحب الفم الواسع.
إن حزني على لبنان ليس له حدود.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، وبعيداً عن السياسة ومما يتسايسون، اقرأوا معي ما كتبه أستاذنا سمير عطا الله في أحد مقالاته، وقد ذكر أنه عندما كان في بيروت، ذهب مع زوجته إلى مطعم عام، وبالصدفة كان يجلس أمامه على مائدة أخرى أحد الأشخاص، ويستطرد قائلاً:
كان الرجل مؤدباً، فوضع سماعات «ويندوز» في أذنيه لكي لا يفرض على أحد سماعه.
لكن ماذا نعمل بالشاشة؟ كيفما تلفت فسوف تلمح ما يدور عليها، منذ أن (فلشها)، حتى بدأت حفلات مصارعة من النوع الذي لا أتحمله، ومن المصارعة أفظعها، أي المصارعة الحرّة، ومن المصارعات أبشعها، أي بين النساء المسترجلات – انتهى.
إن مزاجي لا يختلف كثيراً عن مزاج الأستاذ سمير، فكله عندي إلاّ مصارعات النساء بين بعضهن البعض، وعندما لاحظ أحدهم أنني أستهجن مثل تلك المصارعات، قال لي: هون على نفسك، المسألة كلها تمثيل في تمثيل، فقلت له: حتى لو كان ذلك، فمنظر العضلات في جسد المرأة يصيبني بالرعب، فمجرد منظرها يجعل ركبي تتصافق، متخيلاً لا سمح الله لو أجبرت على أن أكون معها على انفراد في حلبة واحدة.
ومن يومها أصبحت أكثر حذراً من حركات النساء عموماً، إلى درجة أنني كلما شاهدت امرأتين تقبل الواحدة منهما الأخرى، تمثل أمامي مصارعان يتصافحان بعد انتهاء المباراة بينهما.