يعود سيناريو الملف الرئاسي إلى الواجهة من جديد، وعبر حراك الخماسية نفسها، بعد لقاء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في الرياض مع مستشار الديوان الملكي نزار العلولا، وذلك بموازاة عدم وجود قناعة لدى الطبقة السياسية والرأي العام بإمكان إحداث خرق جدي في هذا الملف البالغ الدقة. وفي هذا السياق، يبدي عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب سعيد الأسمر أسفه “لأننا لم نلمس حتى الساعة لا جديد ولا جدية في الملف الرئاسي، ونحن متمسكون بالدستور ودستورنا واضح، ولا نريد الدخول ببدع البعض، وموقفنا واضح وهو رفض أي أعراف يريدون تكريسها”. واعتبر الأسمر في حديث لـ “الديار”، أنه “في أي خلاف بين فريقين يتم اللجوء إلى القانون، وهذا ما نسعى إليه في هذه المسألة، لذلك يجب اللجوء إلى الدستور، وهذه العملية لا تحتمل أنصاف الحلول، أو أي أمور جديدة، ونحن متمسكون بالدستور إلى آخر حدّ، وفي حال وجد الفريق الآخر أي إخراج لتوجيه الدعوة فنحن مستعدون، ونطالب وننتظر هذه اللحظة لكي ننزل إلى المجلس وننتخب الرئيس العتيد، لأنه من المؤسف أن يبقى لبنان من دون رئيس جمهورية، وفي حالة جمود رياسي، وحكومة تصريف أعمال، فلا حل في البلد إلا من خلال انتخاب رئيس الجمهورية الذي يمثل الحل لكل المشاكل العالقة، وأي حوار يدعون إليه يجب أن يحصل برعاية رئيس الجمهورية”.
وما إذا كان التقاطع لا يزال حاصلاً على جهاد أزعور، أم أن هناك خيارات جديدة لدى “القوات” في ضوء الحديث عن طرح إسمين، يقول الأسمر، “نعم ما زلنا نتلاقى على ترشيح جهاد أزعور، ولكن هناك أسماء أخرى إنما لا أحد يفصح عن أوراقه قبل أن يتم توجيه الدعوة لانتخاب الرئيس، ولكن ما دام المجلس مقفلا، فأي كلام في الأسماء والمرشحين هو كلام شعبوي واستعراضي، لن يؤدي إلى أي نتيجة، بل إلى حرق الأسماء لا أكثر”.
وعن غياب المعارضة عن المشهد السياسي، يقول النائب الأسمر، “ان المعارضة هي الجهة الوحيدة التي تتحرّك وتعمل على دقّ الأبواب من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، كما أنها تتحرك من أجل تحريك الملفات الأخرى سواء بالنسبة لموضوع الوجود السوري غير الشرعي الذي يؤثر في حياة كل اللبنانيين، أو ملف انفجار مرفأ بيروت، فالمعارضة تمتلك الكلمة فقط لأنها ليست في السلطة التنفيذية، ولا تستطيع اتخاذ القرارات، لذلك، فهي تجول على الوزارات في الداخل كما في الخارج، من أجل تفادي الانفجار الكبير سواء في ملف الوجود السوري، أو في ملف انفجار مرفأ بيروت، وأيضاً عملت المعارضة على المبادرة في الملف الرئاسي وناقشت مبادرتها مع 95 نائباً، ولكن نواب الثنائي الشيعي، رفضوا اللقاء معنا، وطرح المبادرة، فنحن نحاول على الدوام ونسعى إلى فتح الأبواب، ولكن الحل الوحيد هو في فتح باب مجلس النواب لانتخاب الرئيس، ومن هناك تكرّ المسبحة باتجاه الحلول”.
وحول توافق بري وجعجع على الحوار، والاختلاف فقط على التوقيت، يؤكد الأسمر أن “الاختلاف هو حول الدستور وبآلية انتخاب الرئيس، ففريق المعارضة مع الدستور ومع احترام الآليات الدستورية لانتخاب الرئيس، لأن المعارضة تسعى على الدوام إلى بناء الدولة، ومن غير المنطقي أن يعمد من يسعى إلى بناء الدولة، أن يضرب القوانين بعرض الحائط، لأنه عندئذ يكون يساهم بتدمير الدولة، لذلك طرحنا على من يدعو إلى الحوار بأن يتم هذا الحوار لدى رئيس الجمهورية في قصر بعبدا بعد انتخابه، فلا مشكلة لدينا في الحوار، لأننا كلنا أبناء هذا البلد وسوف نعيش معاً”.