Site icon IMLebanon

الصفدي يجمع الأضداد: رئاسة.. وبلديات

لم يكن السحور الرمضاني الذي أقامه النائب محمد الصفدي في دارته في عمشيت، مجرد لقاء اجتماعي لشخصيات سياسية مختلفة التوجهات، بل حمل أكثر من رمزية، سواء على صعيد مروحة التمثيل السياسي اللبناني التي شملت رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل وعددا من نواب التيار، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري وعددا من نواب تيار «المستقبل»، وكذلك وزير «تيار المردة» روني عريجي، أو على الصعيد الطرابلسي حيث جمع الرئيس نجيب ميقاتي ونواب المدينة الى جانب الوزير أشرف ريفي، وهو اللقاء الأول بينهم بعد الانتخابات البلدية في المدينة، وإن لم يتعد اللقاء حدود المصافحة بين ريفي وبين كثير من أركان التحالف البلدي، إلا أنه ساهم بشكل أو بآخر بكسر الجليد الذي راكمه هذا الاستحقاق.

ويشير مطلعون على أجواء السحور الرمضاني الى أن الصفدي نجح في أن يكون جسر حوار بين المختلفين سياسيا، والذين حرصوا على تلبية دعوته نظرا للعلاقة الجيدة التي تربطه مع الجميع، كما نجح في أن يؤمن لهم أرضية لنقاش رئاسي ـ سياسي ـ بلدي، بعيدا عن كل أجواء التشنج.

وقد بدا هذا النقاش واضحا بين الحريري وبين باسيل، وكذلك بين النائبين سمير الجسر وآلان عون، وعلى الصعيد الطرابلسي سجل لقاء جانبي بين ميقاتي وريفي تبادل فيه الرجلان أطراف الحديث لنحو ربع ساعة من دون أن يكشف أي منهما عن مضمونه.

ويقول المطلعون إن لقاء القيادات الطرابلسية مجددا كان «عبارة عن قبول بالواقع، واستيعاب لخيارات الناس التي عبرت عن رفضها للتوافق السياسي البلدي، ويأتي ذلك معطوفا على كلام كل من ميقاتي والصفدي والحريري وفيصل كرامي بأن التحالف البلدي ليس بالضرورة أن ينسحب على الاستحقاق النيابي».

وكذلك فان خطوة الصفدي في جمع القيادات السنية على اختلاف توجهاتها السياسية على مائدة السحور، تتقاطع مع الرغبة السعودية في ترتيب البيت السني الداخلي، وتوحيد جهود قياداته في ظل الاصطفافات التي تحصل داخل كل طائفة.

كما جاءت اللقاءات المارونية ـ السنية خلال السحور، لا سيما بين «الوطني الحر» و «المستقبل»، لتترجم كلام الصفدي بأن أزمة الرئاسة لا تحل إلا بتفاهم ماروني ـ سني.