لا يخفي النائب محمد الصفدي أنه وكل أركان التحالف السياسي في الانتخابات البلدية، يُجرون نقداً ذاتياً، كل منهم داخل فريقه، لمعرفة مكامن الخلل والتقصير اللذين حصلا وأديا الى النتيجة الصادمة في الانتخابات البلدية، ويؤكد أن التوافق لم يهدف الى المحاصصة بين السياسيين وانما الى تشكيل مجلس بلدي متجانس مدعوم منهم، بهدف انجاحه وتأمين تمثيل كل الطوائف والتأكيد على وحدة الصفّ في طرابلس، فضلا عن تلافي تجربة المجلس البلدي السابق.
الصفدي، الذي خرج عن صمته منذ الانتخابات البلدية أمام الاعلاميين خلال مأدبة إفطار أقامها على شرفهم في مطعم الشاطئ الفضي، بحضور عقيلته السيدة فيوليت وأحمد الصفدي، لم يتنصل من المسؤولية، ولم يحمّلها الى فريق معين، بل اعتبر أن المسؤولية مشتركة بالتكافل والتضامن بين جميع أركان التحالف، «كان علينا أن نقرأ الشارع بشكل أفضل»، متمنيا أن يكون ما حصل عبرة وتجربة جيدة يمكن أن نستفيد منها جميعا لاستحقاقات مقبلة.
وإذ هنأ الصفدي كل الفائزين، أكد أن الأعضاء الثمانية الذين نجحوا من لائحة «لطرابلس» يمثلون أنفسهم، ولا يمثلون السياسيين، مبديا أسفه لعدم وصول المسيحيين والعلويين الى المجلس البلدي، لافتا الانتباه الى أنه لم يعرف أو يسمع بمبادرة الوزير أشرف ريفي بوضع أسماء مرشحي الأقليات على اللائحتين.
وأكد الصفدي أن «ما حصل في الانتخابات البلدية لن يتكرر، وأن التحالف البلدي ليس بالضرورة أن يسري على الاستحقاق النيابي، والامور في هذا الاستحقاق لن تتمّ على عجل، بل سيكون هناك وعي كامل، وبالتالي على كلّ فريق ان يدرس اولاً أين تصب مصلحة البلد، وان يتخذ منذ اليوم اتجاهات معينة إما أن تودي الى الائتلاف او الى عدمه».
الصفدي تطرق الى المستجدات على الساحة اللبنانية، فتمنى أن تكون اليد التي استهدفت بنك لبنان والمهجر خارجية، داعيا الى انتظار نتائج التحقيق، لافتا الانتباه الى أن هذا التفجير يهدف الى تخريب القطاع المصرفي الذي قام عليه الاقتصاد اللبناني منذ اواسط القرن الماضي ولغاية اليوم»، مضيفاً انه «يجب الا ننسى ان هناك عدوا متربصا بنا هو اسرائيل، يهدف دائما الى تخريب لبنان واقتصاده والاسس التي يقوم عليها»، مشيراً الى ان «القطاع المصرفي هو احد اهم هذه الاسس»، داعياً الى ان «تكون اولوياتنا الوقوف صفا واحدا في مواجهة اسرائيل، وليس العكس».
وربط الصفدي الازمة السياسية الراهنة والشلل الحكومي بالخلاف الحاصل بين السعودية وايران، معتبراً ان «السعودية هي بلد أمّ للبنان قدّمت الكثير لدعمه، وان ايران قدمت ايضاً مساعدات في مناطق معينة، لكن هذا لا يعني اننا يجب ان نكون مرتهنين لاي منهما». مضيفاً انه «علينا ان نبادر الى انتخاب رئيس للجمهورية»، معتبراً انه «اذا كان ثمة من يقول ان السعودية لم تعط الضوء الاخضر فإنها أيضا لم تعط الضوء الاحمر، وبالتالي فإن قرار انتخاب الرئيس يعود لنا كلبنانيين».
ودعا الصفدي في هذا الاطار الى «تلاحم سني ـ ماروني يؤدي الى انتاج رئيس للجمهورية وفقا لارادة الاكثرية المارونية، التي يجب عليها ايضا ان تتوافق على احد الاسمين المطروحين اليوم اي العماد ميشال عون او النائب سليمان فرنجية».
وعن الحرب في سوريا، لفت الصفدي الى ان هناك «نزاعاً سنياً ـ شيعياً متخفياً تحت عناوين أخرى».