تصف اوساط ميدانية مواكبة لايقاع النزوح السوري اللبناني الى لبنان لهفة الجمعيات الاممية على تشجيعهم بالاندماج في المجتمع اللبناني، بأنها غير بريئة وتندرج في اطار خطة غربية مدروسة لتوطينهم عبر تسوية تفرض على لبنان متى وضعت الحروب السورية اوزارها، حيث بدأت تتشكل مناطق النفوذ في سوريا على كافة المستويات المذهبية منها والاتنية وسط خليط غريب عجيب من الجيوش على الحلبة السورية واخيرها لا آخرها دخول وحدات من الجيش الاميركي منبج لدعم وحدات حماية الشعب الكردي التي تراهن الادارة الاميركية الجديدة عليها في معركة تحرير الرقة من تنظيم «داعش» الارهابي، واسقطت حلم الاتراك في المشاركة لتوسيع منطقة نفوذهم لمنع قيام اقليم كردي على حدود تركيا.
وتضيف الاوساط ان ضمور الحلم التركي في الكعكة السورية يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول دور انقرة على الساحة المحلية منذ زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يوم كان رئيساً للوزراء الى لبنان في عهد حكومة الرئيس سعد الحريري الاولى الذي رافقه بجولته على متن طوافة عسكرية لبنانية حيث زار بلدتي الكواشرة وعيدمون لتفقد سكانها وهم من التركمان ودشن انشاءات قدمتها تركيا للبلدتين من مدارس ومستوصفات، في اشارة ملحوظة الى ان اردوغان يسعى لاحياء السلطنة العثمانية التي ولت الى غير رجعة.
وتشير الاوساط الى ان السفير التركي في لبنان يكثف جولاته في الشمال وعكار حيث ترعى السفارة مشروع تحديث قنوات مياه الشفة انطلاقا من القبيات وصولاً الى عيدمون بتمويل تركي اضافة الى جولاته على مخيمات النزوح السوري ومعظم البلدات العكارية ما يطرح السؤال عن الهدف من ذلك لا سيما وان مطالبة تركيا باقامة مناطق آمنة في سوريا تتوازى مع طلب الرئيس الأميركي المثير للجدل دونالد ترامب من ادارته اعداد خطة لاقامة مناطق آمنة في سوريا و«دول الجوار» اي تركيا والاردن ولبنان وان هجمة القيادات العسكرية الغربية لزيارة لبنان وجولاتهم على المسؤولين تندرج في خانة جس النبض حول هذه المناطق حيث تشير بعض التسريبات ان قائد المنطقة الوسطى في الجيوش الاميركية جوزيف فوتيل الذي زار لبنان منذ اسبوعين تقريباً والتقى الرئيس العماد ميشال عون حيث تم البحث في دعم البنتاغون الاميركي للجيش اللبناني ووجوب تكثيفه كون لبنان البلد الصغير اثبتت قواه العسكرية والامنية قدرة مدهشة في مكافحة الارهاب بعمليات نوعية ضد الرؤوس الكبيرة في «داعش» و«النصرة» تفوقت فيها على كافة الدول المعنية بالارهاب وبامكانيات ضئيلة اشبه ما تكون بالمواجهة باللحم الحي وفق المثل المعروف.
وتقول الاوساط نفسها ان البحث بين الجنرال فوتيل والمعنيين لم يقتصر على بحث المساعدات العسكرية الاميركية للبنان بل تعداه الى موضوع خطة الادارة الاميركية الجديدة لانشاء مناطق آمنة في «سوريا والجوار»، وان فوتيل حاول تلميحاً مدى قبول لبنان باقامة منطقة آمنة للنازحين السوريين في جرود عرسال حيث تقوم احد اكبر مخيمات النزوح الا انه جوبه برفض رسمي من المعنيين لا سيما وان الحدود اللبنانية ـ السورية من الشمال مروراً بالبقاع الشمالي وشرقه وصولاً الى شبعا لم يتم ترسيمها وان السلطات السورية كانت ترد قبل الحروب الجارية داخل اراضيها على الطلب اللبناني الذي تقدمت فيه الحكومات المتلاحقة لترسيم الحدود ان سوريا منشغلة بترسيم حدودها مع الاردن وعندما تنتهي اللجنة السورية المكلفة بذلك من عملها عندها ستقوم دمشق بدراسة الامر.