IMLebanon

سلامة البنطلون من التمزّق  أهمّ من أناقة الكرافات!

عندما رشح باراك أوباما نفسه للفوز بتسمية حزبه الديموقراطي ليخوض السباق الرئاسي، نافسته السيدة هيلاري كلينتون بضراوة على التسمية، ولكنه هزمها، كما هزم المرشح الجمهوري وفاز بالرئاسة. وبعدها تصرّف أوباما بروحية بيّ الكل، وعيّن هيلاري وزيرة للخارجية… وفي لبنان، كان الزعيم الشمالي سليمان فرنجيه عضوا في الفريق السياسي الذي يضم زعيم التيار الوطني الحر وغيره من القيادات. وكان لتيار المردة بقيادة فرنجيه مقعد الى طاولة اجتماعات التيار لبعض الوقت. بيّ الكل وهو الشعار الذي رفعه التيار بعد فوز الرئيس العماد ميشال عون بالرئاسة، له مفهوم أعمق وأوسع مما هو عليه في أميركا. بيّ الكل في المفهوم اللبناني هو ان البيّ لا يميّز بين الأبناء، ولا يفرزهم مراتب ودرجات، فيقرب اليه من يحب، ويبعد عنه المغضوب عليه. بيّ الكل يعني ان فخامة الرئيس عون هو بيّ التيار الوطني الحر والقوات والكتائب والمردة والأحرار، وغيرهم من المستقلين، على هذا الجانب من جناح الوطن، كما هو بيّ الكل على الجانب الآخر الاسلامي…

***

ما ينغّص على اللبنانيين فرحتهم اليوم بتجاوز الشغور وانتخاب فخامة الرئيس، هو هذا التعثر المفاجئ في تشكيل حكومة العهد الأولى، بما يعيد الى الأذهان المذعورة صور الماضي القاتم والتعيس. وتبادل الاتهامات عن هذا التعثر يدبّ الرعب في النفوس، بما يوحي بأن الخطوات الأولى للعهد الجديد هي الى الوراء وليس الى الأمام. والسلوك المستفز الذي يقود الى عقد التشكيل الراهنة، يوحي وكأن هناك قرارات ل مؤتمر تأسيسي سرّي عقدته احدى الجهات، وتحاول فرضه بقوة الأمر الواقع، من خلال التشكيلة الحكومية الجديدة، وذلك دون أن ينعقد أي مؤتمر تأسيسي على المستوى الوطني، بل مع الاصرار المسبق على عدم انعقاد مثل ذلك المؤتمر، أو حتى وضعه في التداول ولو على سبيل الترف الذهني. والتصرّف الذي كان منتظرا من فخامة الرئيس عون أن يكون هو المبادر الى مدّ اليد الى منافسه السابق على الرئاسة، بصرف النظر عن أي اعتبار آخر، بما فيه تفاهم الرابية ومعراب، على اعتبار ان هذا التفاهم مع القوات يخص اليوم التيار الوطني الحر، وليس فخامة الرئيس.

***

تجري محاولات حثيثة لتلميع صورة العهد وزيادة ألقه بصور من الماضي، بينما المطلوب هو إشعاع من العهد مستمد من الحاضر والمستقبل… إذ قبل الوقوف أمام المرآة طويلا لاختيار الكرافات لمزيد من الأناقة، يحسن التنبّه الى البنطلون والتحسّب من انفراط القطب عند القيام بحركات صعبة ومفاجئة، فينشق البنطلون ويظهر ما يستره!