Site icon IMLebanon

عطية لـ “الديار”: النزوح السوري إحتلال مدني ويُهدّد وجه لبنان صعوبات تعترض تسوية رئاسيّة تستنسخ اتفاق الدوحة 

 

 

لا ينكر النائب سجيع عطية بأن الأفق السياسي الرئاسي “قاتم” حالياً، مشيراً إلى أن أزمة النزوح السوري هي “أكثر خطورةً من الفراغ الرئاسي، لأنها تنذر بتغيير وجه لبنان”، ويكشف بأن كل الأطراف الداخلية تنتظر استئناف المبادرتين الفرنسية والقطرية، مؤكداً أن “الموفد القطري أبو فهد آل ثاني ما زال في لبنان ويواصل عمله بصمت”.

 

ويقول عطية لـ “الديار”، إن الإستحقاق الرئاسي “عاد إلى نقطة البداية بسبب التعقيدات التي عادت وظهرت في الايام الماضية، إذ أن العودة إلى نقطة الصفر، أتت نتيجة انعدام أي مؤشرات للحلحلة في هذا الملف،” موضحاً أن “المشهد اليوم يلحظ انقساماً بين فريقين أو بلوكين، الأول هو البلوك الشيعي المتمسّك بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مقابل البلوك المسيحي المعارض الذي يضع فيتو على فرنجية”.

 

وعن الحراك الجاري من أجل إنجاز الإستحقاق الرئاسي، يلفت إلى أن “القطري يحاول الآن التخفيف من التصّلب في المواقف، ولكن حتى الساعة لا أحد يبدو أن أي فريق هو مستعد لتعديل موقفه”.

 

وفي هذا السياق يضيف أن “المساعي القطرية مستمرة وباتجاه كل الأطراف، وإن كنا لم نلتق بعد الموفد القطري، ولكنه ما زال في بيروت ويواصل جولاته ولقاءاته مع الجميع، ذلك أن الحراك الذي يقوم به غير معلن، وما زال مستمراً وراء الكواليس وبهدوء وصمت وبعيداً عن الإعلام”.

 

ورداً على سؤال حول المراوحة في الفراغ الرئاسي، يشير إلى “أننا ننتظر الفرنسي في الأسبوع المقبل، كما ننتظر الموفد القطري الثاني والذي سيكون دوره أكثر فاعلية، كما نترقب تطور المناخات بين الأميركيين والإيرانيين وإمكانية حصول أي حلحلة في العلاقات”.

 

وعن موعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان وهل هي مؤكدة، يقول إن “لودريان سيأتي، وهو لم يؤكد ذلك أو ينفه، لكنه وعدنا سابقاً أنه سيقوم بجولة رابعة، ونحن على أمل استمرار مبادرته”.

 

وعن المشهد الداخلي والحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر وإمكانية وصوله إلى تحقيق تقدم على صعيد دعم التيار لترشيح فرنجية، يجزم بأنه “من الصعب أن ينجح الحوار في تحقيق هذا الأمر، لأن رئيس التيار النائب جبران باسيل من الأساس لا يريد أياً من المرشّحين الرئاسيين المعلنين، ولا نعلم من هو مرشحه ولكنه تحدث أمام القطريين عن أنه لا يمانع وصول المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، مع العلم أنه يصعّد مواقفه في العلن فقط، ولكنه يترك هامشاً أو مجالاً للتفاوض، فهو يملك حيثيةً مسيحيةً، ويريد الإستفادة منها حتى النهاية”.

 

وعمّا ينتظر الإستحقاق الرئاسي اليوم، يقرّ “بأننا ننتظر معجزة في ظل الإنسداد”.

 

وحول ما يتردد حول طرح اتفاق دوحة ثانٍ، يوضح بأن “كل الاحتمالات واردة، وإذا لاحظ القطريون أن هناك إمكانيةً لتسوية الإستحقاق الرئاسي من خلال اتفاق دوحة جديد، فقد يسيرون بهذا المؤتمر، وإنما طرح دوحة 2 مستبعد لأن الرياض وواشنطن تعارضان أي اتفاق من هذا القبيل، والقطري لا يستطيع المبادرة بمفرده، بل عليه أن ينسّق مع شركائه في اللجنة الخماسية، ولكن مشكلتنا أننا منقسمون في لبنان إلى عدة أطراف وكذلك بالنسبة للجنة الخماسية، حيث هناك خمس دول لا تعمل أيضاً على مسار واحد وفي اتجاه واحد، وكل دولة لديها مصالحها في لبنان، إمّا في السياسة أو في أي مجال آخر”.

 

وعن حظوظ إقامة حوار داخلي، يؤكد أن رئيس مجلس النواب نبيه بري “قد أطفأ محركاته، وما من جلسات في المجلس النيابي، إنما هناك جلسة نيابة في 15 الجاري وسيدعو اليها رئيس المجلس من أجل مناقشة مشروع موازنة العام المقبل”.

 

وفي رده على تأثير موجة النزوح السوري الجديدة، يعتبر عطية، أن “أزمة النزوح تتخطى من حيث الأهمية والخطورة الإستحقاق الرئاسي، لان النزوح ينذر بتغيير وجه لبنان، وإذا استمر على نفس الوتيرة الحالية ومن دون أي حلول، فهو احتلال مدني وليس عسكرياً للبلد وهو مؤذٍ و يهدد وجه لبنان”.